Mr. Mag.

هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.
Mr. Mag.

The greatest site ever


    اشعار محمود سامى البارودي

    Mr. Mag
    Mr. Mag
    Admin


    Posts : 503
    Join date : 08/04/2010
    Location : Alexandria

    اشعار محمود سامى البارودي Empty اشعار محمود سامى البارودي

    مُساهمة  Mr. Mag الثلاثاء مايو 25, 2010 10:24 am



    إلى الله أشكو
    إِلَى اللهِ أَشْكُو طُولَ لَيْلِـي وَجَـارَةً

    تَبِيتُ إِلَى وَقْتِ الصَّـبَاحِ بِإِعْـوَالِ

    لَهَـا صِبْيَـةٌ لا بَـارَكَ اللهُ فِيهِـمُ

    قِبَاحُ النَّوَاصِي لا يَنَمْنَ عَلَى حَـالِ

    صَوَارِخُ لا يَهْـدَأْنَ إِلا مَعَ الضُّحَـا

    مِنَ الشَّرِّ فِي بَيْتٍ مِنَ الْخَيْرِ مِمْحَالِ

    تَرَى بَيْنَهُـمْ يَا فَـرَّقَ اللهُ بَيْنَهُـمْ

    لَهِيبَ صِيَاحٍ يَصْعَدُ الْفَلَكَ الْعَالِـي

    كَأَنَّهُـمُ مِمَّـا تَنَازَعْـنَ أَكْلُـبٌ

    طُرِقْنَ عَلَى حِينِ الْمَسَـاءِ بِرِئْبَـالِ

    فَهِجْنَ جَمِيعاً هَيْجَةً فُزِّعَـتْ لَهَـا

    كِلابُ الْقُرَى مَا بَيْنَ سَهْلٍ وَأَجْبَالِ

    فَلَمْ يَبْقَ مِنْ كَلْبٍ عَقُـورٍ وَكَلْبَـةٍ

    مِنَ الْحَيِّ إِلا جَاءَ بِالْعَـمِّ وَالْخَـالِ

    وَفُزِّعَتِ الأَنْعَامُ وَالْخَيْـلُ فَانْبَـرَتْ

    تُجَاوِبُ بَعْضَاً فِي رُغَاءٍ وَتَصْهَـالِ

    فَقَامَتْ رِجَالُ الْحَيِّ تَحْسَبُ أَنَّهَـا

    أُصِيبَتْ بِجَيْشٍ ذِي غَوَارِبَ ذَيَّـالِ

    فَمِنْ حَامِلٍ رُمْحاً وَمِنْ قَابِضٍ عَصَاً

    وَمِنْ فَزعٍ يَتْلُو الْكِتَـابَ بِإِهْـلالِ

    وَمِنْ صِبْيَةٍ رِيعَتْ لِـذَاكَ وَنِسْـوَةٍ

    قَوَائِمَ دُونَ الْبَابِ يَهْتِفْـنَ بِالْوَالِـي

    فَيَا رَبُّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ تَصَبُّـرَاً

    عَلَى مَا أُقَاسِيهِ وَخُذْهُـمْ بِزَلْـزَالِ

    __________________









    خوف معشوقة
    قَالتْ وقد سمعتْ شعري فَأعجبها | إني أخافُ على هذا الغُلامِ أبي

    أراهُ يَهتِفُ باسمي غيرَ مُكترثٍ | ولو كنى لم يدعْ للظن من سببِ

    فكيفُ أصنعُ إن ذاعتْ مَقالَتُهُ | ما بين قومي وهم من سادة العربِ

    فنازَعَتْها فَتاةٌ مِنْ صواحِبها | قولاً يُؤلِّفُ بين الماءِ بِ

    قالتْ دَعِيهِ يصوغُ القولَ في جُمَلٍ | من الهوى ، فهي آياتٌ من الأدبِ

    وما عليكِ وفي الأسماء مُشتَرَكٌ | إن قال في الشِعرِ ياليلى ولم يَعِبِ ؟

    وحَسْبُهُ مِنكِ داءٌ لو تَضَمّنَهُ | قلبُ الحمامةِ ، ما غنتْ على عَذَبِ

    فاستَأنَسَتْ ، ثم قالت وهي باسمةٌ | إن كان ما قلتِ حقاً فهو في تَعَبِ

    يا حُسْنَهُ من حديثٍ شفّ باطِنُهُ | عن رِقّةٍ ألبستني خِلعة الطربِ





    بادر الفرصة
    بادرِ الفُرصةَ ، واحـــــــــــــذر فَوتها

    فَبُلُوغُ العزِّ في نَيلِ الفُـــــــــــرص

    واغـــتنم عُـــمْـــــركَ إبانَ الصِــــبا

    فهو إن زادَ مع الشـــــــــيبِ نَقَصْ

    إنما الدنيا خـــــــــــــــــيالٌ عارضٌ

    قلَّما يبقى ، وأخـــــــــــــبارٌ تُقصْ

    تارةً تَدْجو ، وطـــــــــــــوراً تنجلي

    عادةُ الظِلِّ ســــــــــجا ، ثمَّ قَلَصْ

    فابتدر مســـــعاك ، واعلم أنَّ من

    بادرَ الصــــــــــــيدَ مع الفجرِ قنص

    لن ينال المـــــــــرءُ بالعجز المنى

    إنما الفوزُ لِمن هــــــــــــــمَّ فنص

    يَكدحُ العاقــــــــــــــــلُ في مأمنهِ

    فإذا ضــــــــــــاقَ به الأمرُ شَخَصْ

    إن ذا الحاجـــــــــــــةِ مالمْ يغتربْ

    عَنْ حماهُ مثْلُ طَــــــيْرٍ في قفصْ

    وليكن سعـــــــــــــــيك مجداً كُلُّهُ

    إن مرعى الشـــــــر مَكْرُوهٌ أَحَصْ

    واتركِ الحِــــــرصَ تعِشْ في راحةٍ

    قَلَّما نـــــالَ مـُــــــــنـَاهُ مَنْ حَرَصْ

    قد يَضُرُّ الشـــــــــــيءُ ترجُو نَفعَهُ

    رُبَّ ظَمْآنَ بِصَـــــــــــفوِ الماءِ غَصْ

    مَيزِ الأشــــــــــــــياء تعرفْ قَدرها

    ليستِ الغُرَّةُ مِنْ جِــــنسِ البرصْ

    واجــــــــــــــــتنبْ كُلَّ غَبِيٍ مَائِقٍ

    فهو كَالعَيْرِ ، إذا جَــــــــــــدَّ قَمَصْ

    إنما الجاهــــــــلُ في العين قذًى

    حيثما كانَ ، وفب الصـــدرِ غَصَصْ

    واحذرِ النمـــــــــــــــامَ تأمنْ كَيْدَهُ

    فهو كالبُرغُــــــــــوثِ إن دبَّ قرصْ

    يَرْقُبُ الشَــــــــــرَّ ، فإن لاحتْ لهُ

    فُرْصَةٌ تَصْلُحُ لِلخَــــــــــــــتْلِ فَرصْ

    سَاكنُ الأطــــــــــــــــرافِ ، إلا أنهُ

    إن رأى منَشـــــــــبَ أُظْفُورٍ رَقَصْ

    واختبر من شــــــئت تَعْرِفهُ ، فما

    يعرفُ الأخـــــــــلاقَ إلا مَنْ فَحَصْ

    هذهِ حِـــــكـــــمـــةُ كَـــــهلٍ خابرٍ

    فاقتنصها ، فهي نِعْـــمَ المُقْتَنَصْ


    أعد يا دهر
    أَعِـدْ يَـا دَهْـرُ أَيَّـامَ الشَّـبَابِ

    وَأَيْـنَ مِنَ الصِّـبَا دَرْكُ الطِّـلابِ

    زَمَـانٌ كُلَّمـا لاحَـتْ بِفِكْـرِي

    مَخَايِلُهُ بَكَيْـتُ لِفَـرْطِ مـا بِـي

    مَضَى عَنِّي وَغَـادَرَ بِـي وَلُوعـاً

    تَوَلَّـدَ مِنْـهُ حُـزْنِـي وَاكْتِئَابِـي

    وَكَيْفَ تَلَذُّ بَعْدَ الشَّيْـبِ نَفْسِـي

    وَفِي اللَّذَّاتِ إِنْ سَنَحَـتْ عَذَابِـي

    أَصُدُّ عَنِ النَّعِيـمِ صُـدُودَ عَجْـزٍ

    وَأُظْهِـرُ سَلْـوَةً وَالْقَلْـبُ صَابِـي

    وَمَا فِي الدَّهْرِ خَيْـرٌ مِـنْ حَيَـاةٍ

    يَكُـونُ قِـوَامُهـا رَوْحَ الشَّـبَابِ

    فَـيَـا للهِ كَـمْ لِـي مِـنْ لَيَـالٍ

    بِـهِ سَـلَـفَـتْ وَأَيَّـامٍ عِـذَابِ

    إِذِ النَّـعْـمَـاءُ وَارِفَـةٌ عَلَيْـنَـا

    وَمَرْعَى اللَّهْـوِ مُخْضَـرُّ الْجَنَـابِ

    نَطِيـرُ مَـعَ السُّـرُورِ إِذَا انْتَشَيْنَـا

    بِأَجْنِحَـةِ الْخَلاعَـةِ وَالتَّصَـابِـي

    فَـغُـدْوَتُنَـا وَرَوْحَتُنَـا سَـوَاءٌ

    لعَـابٌ فِي لعَـابٍ فِـي لعَـابِ

    وَرُبَّـتَ رَوْضَـةٍ مِلْـنـا إِلَيْـهَا

    وَقَرْنُ الشَّمْـسِ تِبْـرِيُّ الإِهَـابِ

    نَمَتْ أَدْوَاحُها وسَمَـتْ فَكَانَـتْ

    عَلَى السَّاحـاتِ أَمْثَـالَ الْقِبـابِ

    فَزَهْـرُ غُصُونِهَـا طَلْـقُ الْمُحَـيَّا

    وَجَدْوَلُ مائِهـا عَـذْبُ الرُّضـابِ

    كَـأَنَّ غُصُونَهـا غِيـدٌ تَهَـادَى

    مِنَ الزَّهْـرِ الْمُنَمَّـقِ فِـي ثِيَـابِ

    سَقَتْهَا السُّحْـبُ رَيِّقَـها فَمَالَـتْ

    كَمَا مَالَ النَّزِيـفُ مِـنَ الشَّـرَابِ

    فَسَبَّـحَ طَيْرُهـا شُكْـراً وَأَثْنَـتْ

    بِأَلْسِنَةِ النَّبـاتِ عَلَـى السَّحَـابِ

    وَيَـوْمٍ ناعِـمِ الطَّـرَفَيْـنِ نَـادٍ

    عَلِيـلِ الْجَـوِّ هَلْهَـالِ الرَّبَـابِ

    سَبَقْتُ بِهِ الشُّـرُوقَ إِلَى التَّصَابِـي

    بُكُـوراً قَبْـلَ تَنْعـابِ الغُـرابِ

    وسُقْتُ مَعَ الْغُـواةِ كُمَيْـتَ لَهْـوٍ

    جَمُوحاً لا تَلِيـنُ عَلَـى الْجِـذَابِ

    إِذَا أَلْجَمْـتَـها بِالْـمَـاءِ قَـرَّتْ

    وَدَارَ بِجِيـدِهـا لَبَـبُ الْحَبـابِ

    مُـوَرَّدَةً إِذَا اتَّـقَـدَتْ بِـكَـفٍّ

    جَلَتْـها لِلأَشِعَّـةِ فِـي خِضَـابِ

    هُوَ العَصْـرُ الَّـذِي دَارَتْ عَلَيْنَـا

    بِـهِ اللَّـذَّاتُ واضِعَـةَ النِّقَـابِ

    نُجَـاهِـرُ بِالْغَـرَامِ وَلا نُبَـالِـي

    وَنَنْطِـقُ بِالصَـوابِ وَلا نُحَابِـي

    فَيَا لَكَ مِنْ زَمـانٍ عِشْـتُ فِيـهِ

    نَدِيمَ الـرَّاحِ وَالْهيـفِ الكِعـابِ

    إِذَا ذَكَـرَتْـهُ نَفْسِـي أَبْصَـرَتْـهُ

    كَأَنِّي مِنْـهُ أَنْظُـرُ فِـي كِتـابِ

    تَحَـوَّلَ ظِلُّـهُ عَـنِّـي وَأَذْكَـى

    بِقَلْبِـي لَوْعَـةً مِثـلَ الشِّهَـابِ

    كَـذَاكَ الدَّهْـرُ مَـلاَّقٌ خَلُـوبٌ

    يَغُـرُّ أَخَـا الطَّمَاعَـةِ بِالْكِـذَابِ

    فَلا تَرْكَـنْ إِلَيْـهِ فَكُـلُّ شَـيْءٍ

    تَـرَاهُ بِـهِ يَـؤُولُ إِلَـى ذَهـابِ

    وَعِشْ فَرْداً فَمَا فِي النَّـاسِ خِـلٌّ

    يَسُـرُّكَ فِـي بِعَـادٍ وَاقْـتِـرَابِ

    حَلَبْـتُ الـدَّهْـرَ أَشْطُـرَهُ مَلِيَّـاً

    وَذُقْتُ الْعَيْشَ مِـنْ أَرْيٍ وَصـابِ

    فَمَا أَبْصَـرْتُ فِي الإِخْـوَانِ نَدْبَـاً

    يَجِـلُّ عَـنِ الْمَلامَـةِ وَالْعِتَـابِ

    وَلَكِـنَّـا نُعَـاشِـرُ مَـنْ لَقِينَـا

    عَلَى حُكْـمِ الْمُـرُوءَةِ وَالتَغَابِـي





    الفؤاد المفجع
    مَتَى يَشْتَفِي هَذَا الْفُـؤَادُ الْمُفَجَّـعُ

    وَفِي كُلِّ يَوْمٍ رَاحِلٌ لَيْـسَ يَرْجـعُ

    نَمِيلُ مِنَ الدُّنْيَـا إِلَى ظِـلِّ مُزْنَـةٍ

    لَهَـا بَـارِقٌ فِيـهِ الْمَنِيَّـةُ تَلْمَـعُ

    وَكَيْفَ يَطِيبُ الْعَيْشُ وَالْمَرْءُ قَائِـمٌ

    عَلَى حَذَرٍ مِنْ هَـوْلِ مَـا يَتَوَقَّـعُ

    بِنَا كُـلَّ يَـومٍ لِلْحَـوَادِثِ وَقْعَـةٌ

    تَسِيـلُ لَهَا مِنَّـا نُفُـوسٌ وَأَدْمُـعُ

    فَأَجْسَادُنَا فِي مَطْرَحِ الأَرْضِ هُمَّـدٌ

    وَأَرْوَاحُنَا فِي مَسْرَحِ الْجَـوِّ رُتَّـعُ

    وَمِنْ عَجَبٍ أَنَّـا نُسَـاءُ وَنَرْتَضِـي

    وَنُدْرِكُ أَسبَـابَ الْفَنَـاءِ وَنَطْمَـعُ

    وَلَوْ عَلِمَ الإِنْسَـانُ عُقْبَـانَ أَمْـرِهِ

    لَهَـانَ عَلَيْـهِ مَا يَسُـرُّ وَيَفْجَـعُ

    تَسِيرُ بِنَا الأَيَّـامُ وَالْمَـوتُ مَوْعِـدٌ

    وَتَدْفَعُنَـا الأَرْحَـامُ وَالأَرْضُ تَبْلَـعُ

    عَفَـاءٌ عَلَى الدُّنْيَـا فَمَـا لِعِدَاتِهَـا

    وَفَـاءٌ وَلا فِـي عَيْشِـهَا مُتَمَتَّـعُ

    أَبَعْدَ سَمِيرِ الْفَضْلِ أَحْمَـدَ فَـارِسٍ

    تَقِرُّ جُنُـوبٌ أَوْ يُلائِـمُ مَضْجَـعُ

    كَفَى حَزناً أَنَّ النَّوَى صَدَعَـتْ بِـهِ

    فُـؤَاداً مِنَ الْحِدْثَـانِ لا يَتَصَـدَّعُ

    وَمَا كُنْتُ مِجْزَاعاً وَلَكِنَّ ذَا الأَسَـى

    إِذَا لَمْ يُسَاعِـدْهُ التَّصَبُّـرُ يَجْـزَعُ

    فَقَدْنَاهُ فِقْدَانَ الشَّـرَابِ عَلَى الظَـمَا

    فَفِي كُلِّ قَلْبٍ غُلَّـةٌ لَيْـسَ تُنْقَـعُ

    وَأَيُّ فُـؤَادٍ لَـمْ يَبِـتْ لِمُصَابِـهِ

    عَلَى لَوْعَةٍ أَوْ مُقْلَـةٍ لَيْـسَ تَدْمَـعُ

    إِذَا لَمْ يَكُنْ لِلدَّمْعِ فِي الْخَدِّ مَسْـرَبٌ

    رَوِيٌّ فَمَا لِلْحُزْنِ فِي الْقَلْبِ مَوْضِـعُ

    مَضَـى وَوَرِثْنَـاهُ عُلُومـاً غَزِيـرَةً

    تَظَلُّ بِهَا هِيـمُ الْخَوَاطِـرِ تَشْـرَعُ

    إِذَا تُلِيَـتْ آيَاتُهَـا فِـي مَقَـامَـةٍ

    تَنَافَسَ قَلْبٌ فِي هَوَاهَـا وَمسْمَـعُ

    سَقَى جَدثاً فِي أَرْضِ لُبْنَانَ عَـارِضٌ

    مِنَ الْمُزْنِ فَيَّاضُ الْجَـدَاوِلِ مُتْـرَعُ

    فَـإِنَّ بِـهِ لِلْمَكْرُمَـاتِ حُشَاشَـةً

    طَوَاهَا الرَّدَى فَالْقَلْبُ حَرَّانُ مُوجَـعُ

    فَإِنْ يَكُنِ الشِّدْيَاقُ خَلَّـى مَكَانَـهُ

    فَإِنَّ ابْنَهُ عَنْ حَوْزَةِ الْمَجْـدِ يَدْفَـعُ

    وَمَا مَاتَ مَنْ أَبْقَى عَلَى الدَّهْرِ فَاضِلاً

    يُؤَلِّفُ أَشْتَـاتَ الْمَعَالِـي وَيَجْمَـعُ

    رَزِينُ حَصَاةِ الْحِلْـمِ لا يَسْتَخِفُّـهُ

    إِلَى اللَّهْوِ طَبْعٌ فَهْوَ بِالْجِـدِّ مُولَـعُ

    تَلُوحُ عَلَيـهِ مِـنْ أَبِيـهِ شَمَائِـلٌ

    تَدُلُّ عَلَى طِيبِ الْخِـلالِ وَتَنْـزِعُ

    فَصَبْـرَاً جَمِيـلاً يَا سَلِيـمُ فَإِنَّمَـا

    يُسِيغُ الْفَتَى بِالصَّبْـرِ مَـا يَتَجَـرَّعُ

    إِذَا الْمَرْءُ لَمْ يَصْبِرْ عَلَى مَـا أَصَابَـهُ

    فَمَاذَا تُراهُ فِـي الْمُقَـدَّرِ يَصْنَـعُ

    وَمِثْـلُكَ مَنْ رَازَ الأُمُـورَ بِعَقْلِـهِ

    وَأَدْرَكَ مِنْـهَا مَـا يَضُـرُّ وَيَنْفَـعُ

    فَلا تُعْطِيَنَّ الحُزْنَ قَلْبَـكَ وَاسْتَعِـنْ

    عَلَيْهِ بِصَبْرٍ فَهْوَ فِي الْحُـزْنِ أَنْجَـعُ

    وَهَاكَ عَلَـى بُعْـدِ الْمَـزَارِ قَرِيبَـةً

    إِلَى النَّفْسِ يَدْعُوهَا الْوَفَـاءُ فَتَتْبَـعُ

    رَعَيْتُ بِهَا حَقَّ الْوِدَادِ عَلَى النَّـوَى

    وَلِلْحَقِّ فِي حُكْمِ الْبَصِيـرَةِ مَقْطَـعُ






    من مواضيع بندق000
    » لمسات ايطاليه سحريه
    » عمرو دياب:: مش من السهل::فوكاال Ripped @ 192 kbps
    » " كيف نفرق بين الثقه والغرور "
    » استرجل واشرب ..بيريل
    » قولــ للزمانــ ارجع يا زمانــ
    » صراحتي
    » فساتين كوووووووووووول
    » التاريخ الاسلامي 2
    » مطابخ خارجيه
    » علاج السيليولايت والقولون لتحديد معالم الجسم




    صحبة نت - توقيع بندق000





    بندق000
    مشاهدة ملفه الشخصي
    البحث عن كل مشاركات بندق000






    01-07-2008, 11:48 PM #2
    بندق000
    عضو رابطة النادي الاهلي





    تاريخ التسجيل: 24/6/2008
    الدولة: مصــــــــــر
    المشاركات: 6,459


    --------------------------------------------------------------------------------

    أحموقة الغي
    مَتَى أنتَ عَن أحموقةِ الغـيِّ نـازِعُ

    وفِي الشَّيبِ للنَّفـسِ الأبيَّـةِ وازِعُ ؟

    ألا إنَّ فِي تسـعٍ وعشريـنَ حِجَّـةً

    لِكلِّ أخـى لَهـوٍ عن الَّلهـوِ رادعُ

    فحتـامُ تصبيـكَ الغوانِـي بِدلِّهـا

    وتَهفو بِليتيكَ الحمـامُ السَّواجـعُ ؟

    أما لكَ فِي الماضيـنَ قبـلكَ زاجـرٌ

    يَكفُّكَ عن هذا ؟ بلى ، أنتَ طامِـعُ

    وهل يستفيقُ المرءُ من سُكرةِ الصِّـبا

    إذا لَمْ تُهـذِّب جانبيـهِ الوقائـعُ ؟

    يَرَى المرءُ عُنـوانَ المنـونِ بِرأسـهِ

    ويذهـبُ يُلهـي نفسَـهُ ويصانِـعُ

    ألا إنَّما هـذي الَّليالِـي عقـاربٌ

    تدبُّ، وهذا الدَّهرُ ذئـبٌ مُخـادِعُ

    فَلا تَحسَبَـنَّ الدَّهـرَ لعبَـةَ هـازلٍ

    فمـا هـوَ إلاَّ صرفـهُ والفجائـعُ

    فيا رُبَّما بـات الفَتَـى وهو آمـنٌ

    وأصبحَ قَد سُـدَّت عليـهِ المطالِـعُ

    ففيمَ اقتناءُ الدِّرعِ والسَّهـمُ نافِـذٌ ؟

    وفيمَ ادِّخارُ المالِ والعُمـرُ ضائـعُ ؟

    يَودُّ الفَتَى أن يَجمـعَ الأرضَ كُلَّـها

    إليـهِ، ولَمَّـا يـدرِ ما اللهُ صانِـعُ

    فقد يستحيلُ الـمالُ حتـفاً لِربِّـهِ

    وتأتِـي علـى أعقابِهـنَّ المطامـعُ

    ألا إنَّما الأيَّـامُ تَجـري بِحُكمِـها

    فيُحـرمُ ذو كـدٍّ ، ويـرزقُ وادِعُ

    فلا تقعـدَن للدَّهـر تنظـر غِبَّـهُ

    على حَسـرةٍ، فاللهُ مُعـطٍ ومانـعُ

    فلو أنَّ ما يُعطي الفَتَى قـدرُ نفسـهِ

    لَمَا باتَ رِئبالُ الشَّرى وهوَ جائـعُ

    ودَع كًلَّ ذي عقلٍ يسيـرُ بعقلـهِ

    يُنـازِعُ مـن أهوائـهِ ما ينـازعُ

    فما النَّاسُ إلاَّ كالَّـذي أنـا عالِـمٌ

    قَدِيْماً ، وعلمُ الـمرءِ بالشِّيءِ نافِـعُ

    ولستُ بِعـلاَّمِ الغيـوبِ ، وإنَّمـا

    أرى بِلحاظِ الـرأيِ ما هـوَ واقِـعُ

    وذرهُم يَخوضوا ، إنَّما هـي فتنـةٌ

    لَهُم بينَـها عمَّـا قَليـلٍ مصـارِعُ

    فَلَو عَلِمَ الإنسـانُ مَا هـوَ كائـنٌ

    لَمَا نَامَ سُمَّـارٌ، ولا هـبَّ هاجِـعُ

    وما هـذِهِ الأجسـامُ إلاَّ هياكـلٌ

    مُصـوَّرةٌ، فيـها النُّفـوسُ ودائـعُ

    فأينَ الـملوكُ الأقدمـونَ تَسنَّمـوا

    قِلالَ العُلا ؟ فالأرضُ منهم بلاقِـعُ

    مَضوا ، وأقامَ الدَّهرُ ، وانتابَ بَعدَهم

    مُلوكٌ ، وبادوا ، واستهلَّت طلائـعُ

    أرى كلِّ حيٍّ ذاهِبـاً بيـدِ الـرَّدى

    فهل أحدٌ مِمَّـن ترحَّـلَ راجِـعُ ؟

    أنادي بِأعلى الصوتِ، أسأل عنهـمُ

    فهل أنتَ يا دهرَ الأعاجيبِ سامِعُ ؟

    فإن كُنتَ لَمْ تَسمع نِداءً ، ولَمْ تُحرْ

    جواباً، فأيُّ الشـيءِ أنتَ أنـازِعُ ؟

    خيالٌ لَعمري ، ليسَ يُجدي طِلابـهُ

    ومأسفةٌ تُدمـى عليـها الأصابِـعُ

    فمن لِي وروعاتُ المُنَى طيفُ حالـمٍ

    بِذي خُلَّةٍ تزكـو لَديـهِ الصنائـعُ؟

    أشاطِـرهُ ودِّي، وأُفضـى لِسمعـهِ

    بِسرِّي، وأُمليهِ المُنَـى وهـو رابِـعُ

    لَعلِّي إذا صادفتُ فِي القـولِ راحـةً

    نضَحتُ غليلاً ما روتـهُ المشـارِعُ

    لعمرُ أبِي ، وهو الَّذي لَـو ذَكرتـهُ

    لَمَا اختالَ فخَّارٌ، ولا احتالَ خـادِعُ

    لَمَّا نازَعتنِي النَّفسُ فِي غيـرِ حَقِّـها

    ولا ذلَّلتنِـي للرِّجـالِ الـمطامِـعُ

    ومـا أنـا والدّنيـا نعيـمٌ ولـذَّةٌ

    بِذي تَرفٍ تَحنـو عَليـهِ المضاجِـعُ

    فلا السيفُ مَفلولٌ، ولا الرَّأيُ عازبٌ

    ولا الزَّندُ مغلولٌ، ولا السَّاقُ ظالِـعُ

    ولكنَّنِي فِي معشـرٍ لَم يقُـم بِهِـم

    كريمٌ ، ولَم يركَب شبا السَّيفِ خالِعُ

    لواعـبُ بالأسـماءِ يبتـدِرونـها

    سَفاهاً، وبالألقـابِ، فهي بضائـعُ

    وهل فِي التَّحلِّى بِالكُنَى من فضيلـةٍ

    إذا لَم تزيَّـن بِالفعـالِ الطبائـعُ ؟

    أُعاشِرهُمْ رَغماً ، ووُدِّي لو أنَّ لِـي

    بِهِمْ نَعمـاً أدعـو بِـهِ فيُسـارِعُ

    فيا قومُ، هبُّوا، إنَّما العُمـرُ فرصـةً

    وفِي الدَّهرِ طُـرقٌ جَمَّـةٌ ومنافِـعُ

    أصبراً على مـسِّ الـهوانِ وأنتـمُ

    عديدُ الحصى؟ إنِّي إلـى اللهِ راجِـعُ

    وكيـفَ تـرونَ الـذُلَّ دارَ إقامـةٍ

    وذلكَ فضلُ اللهِ فِي الأرضِ واسِـعُ

    أرى أرؤساً قَد أينعـتْ لِحصادِهـا

    فأينَ-ولا أينَ- السُيوفُ القواطِـعُ ؟

    فكونوا حصيداً خامدينَ، أوِ افزعـوا

    إِلَى الحربِ حتَّى يدفعَ الضيمَ دافِـعُ

    أهبتُ ، فعادَ الصَوتُ لَمْ يَقضِ حاجةً

    إِلَيَّ ، ولبَّانِي الصَـدى وهوَ طائـعُ

    فَلَـم أدري أنَّ الله صـوَّرَ قَبلكُـم

    تَماثِيلَ لَمْ يُخلَـقْ لَهُـنَّ مسامِـعُ

    فلا تَدعوا هَذي القلـوبَ ، فإنَّهـا

    قواريـرُ مَحنِـيٌّ عَلَيـها الأضالِـعُ

    ودُونَكمـوهَـا صعـدةً منطقيَّـةً

    تفلُّ شبا الأرماحِ وهـيَ شـوارعُ

    تسيرُ بِها الرُكبـانُ فِي كلِّ منِـزلٍ

    وتلتفُّ مِن شَـوقٍ إِلَيـها المَجامـعُ

    فمِنـها لِقـومٍ أوشُـحٌ وقـلائـدٌ

    ومنهـا لِقـومٍ آخريـنَ جوامـعُ

    ألا إنَّها تِـلكَ الَّتِـي لَـو تَنَزَّلَـت

    عَلى جَبلٍ أَهوَتْ بِهِ، فَهُـو خاشِـعُ





    أفتانة العينين
    أَفَتَّانَةَ الْعَينَيْـنِ كُفِّـي عَنِ الْقَلْـبِ

    وَصُونِي حِمَاهُ فَهُوَ مَنْزِلَـةُ الْحُـبِّ

    ولا تُسْلِمِي عَيْنَيَّ للسُّهْـدِ والْبُكَـا

    فَإِنَّهُمَا مَجْـرَى هَـواكِ إِلَى قَلْبِـي

    وَإِنِّـي لَـراضٍ مِنْ هَـواكِ بِنَظْـرَةٍ

    وَحَسْبِي بِها إِنْ أَنْتِ لَمْ تَبْخَلِي حَسْبِي

    إِذا كَـانَ ذَنْبـِي أَنَّ قَلْبِـي مُعَلَّـقٌ

    بِحُبِّكِ يَا لَيْلَـى فَلا تَغْفِـرِي ذَنْبِـي


    يا من رأى
    يَا مَـنْ رَأَى الشَّـادِنَ فِي سِرْبِـهِ

    يَتِيـهُ بِالْحُـسْـنِ عَلَـى تِـرْبِـهِ

    أَرْسَـلَ فَـرْعَيْـهِ لِكَـي يَعْبَثَـا

    بِأُكْـرَتَـيْ نَهْدَيْـهِ مِـنْ عُجْبِـهِ

    أَحْتَمِـلُ الْمَكْـرُوهَ مِـنْ أَجْلِـهِ

    وَأَبْـذُلُ الْمَـالَ عَلَـى حُـبِّـهِ

    قَـدْ لامَنِـي الْعَـاذِلُ فيـهِ ولَـوْ

    رَأَى الْهُـدَى أَقْصَـرَ عَـنْ عَتْبِـهِ

    وَهَلْ يُطِيقُ الْمَـرْءُ سَتْـرَ الْهَـوَى

    مِنْ بَعْـدِ ما اسْتَوْلَـى عَلَـى لُبِّـهِ

    تَقَـلُّـبُ الْعَـيـنِ دَلِيـلٌ عَلَـى

    مـا أَضْمَـرَ الإِنْسَـانُ فِي قَلْبِـهِ

    يـا سـامَـحَ اللهُ عُيُـونَ الْمَهَـا

    فَهُـنَّ عَـوْنُ الدَّهْـرِ فِي حَرْبِـهِ

    أَمَـا كَفَـى مَـا جَـرَّ أَحْدَاثُـهُ

    حَتَّـى دَعَـا الْغِيـدَ إِلَـى حِزْبِـهِ





    أراك الحمى
    أَرَاكَ الْحِمَى شَوْقِي إِلَيْـكَ شَدِيـدُ

    وصَبْرِي وَنَوْمِي فِي هَـوَاكَ شَريـدُ

    مَضَى زَمَنٌ لَمْ يَأْتِنِي عَنْـكَ قَـادِمٌ

    بِبُشْرَى ولَمْ يَعْطِـفْ عَلَـيَّ بَرِيـدُ

    وَحِيدٌ مِنَ الْخُلانِ فِي أَرْضِ غُرْبَـةٍ

    أَلا كُلُّ مَنْ يَبْغِـي الْوَفَـاءَ وَحِيـدُ

    فَهَلْ لِغَرِيبٍ طَوَّحَتْـهُ يَـدُ النَّـوَى

    رُجُـوعٌ وَهَـلْ لِلْحَائِمَـاتِ وُرُودُ

    وَهَلْ زَمَنٌ وَلَّى وَعَيْـشٌ تَقَيَّضَـتْ

    غَضَارَتُـهُ بَعْـدَ الذَّهَـابِ يَعُـودُ

    أُعَـلِّلُ نَفْسِـي بِالقَدِيـمِ وَإِنَّمـا

    يَلَذُّ اقْتِبَالُ الشَّـيءِ وَهْـوَ جَدِيـدُ

    وَمَـا ذِكْـرِيَ الأَيَّـامَ إِلاَّ لأَنَّهـا

    ذِمَـامٌ لِعِرْفَـان الصِّـبَا وَعُهـودُ

    فَلَيْسَ بِمَفْقُودٍ فَتَىً ضَمَّـهُ الثَّـرَى

    وَلَكِـنَّ مَنْ غَـالَ الْبِعَـاد فَقِيـدُ

    أَلا أَيُّها الْيَوْمُ الَّـذِي لَمْ أَكُـنْ لَـهُ

    ذَكُوراً سِوَى أَنْ قِيلَ لِي هُـوَ عِيـدُ

    أَتَسْأَلُنَـا لُبْـسَ الجَدِيـدِ سَفَاهَـةً

    وَأَثْوابُنَا ما قَـدْ عَلِمْـتَ حَدِيـدُ

    فَحَظُّ أُنـاسٍ مِنْـهُ كَـأْسٌ وَقَيْنَـةٌ

    وَحَـظُّ رِجـالٍ ذُكْـرَةٌ وَنَشِيـدُ

    لِيهنَ بِهِ منْ باتَ جـذْلانَ ناعمـاً

    أخا نشَـواتٍ مَـا عَليـهِ حَقـودُ

    تَـرَى أَهلَـهُ مُستَبشِريـنَ بِقربِـهِ

    فَهُمْ حَولَـهُ لاَ يَبْرَحُـونَ شُهُـودُ

    إِذَا سَارَ عنهُمْ سَارَ وَهُـوَ مكـرَّمٌ

    وإن عَادَ فِيهِمْ عَـادَ وَهُـوَ سَعيـدُ

    يُخَاطِبُ كُلاًّ بِالَّـذِي هُـوَ أَهلُـهُ

    فَمُبـدِئُ شُكـرٍ تَـارَةً وَمُعِيـدُ

    فَمَنْ لِغَرِيبٍ -سَرْنَسُوفُ- مُقَامُـهُ

    رَمَتْ شَمْلَهُ الأَيَّـامُ فَهْـوَ لَهِيـدُ

    بِلادٌ بِهَـا مـا بِالْجَحِيـمِ وإِنَّمـا

    مَكَانَ اللَّظَى ثَلْـجٌ بِهَـا وَجَلِيـدُ

    تَجَمَّعتِ البُلغـارُ والـرُّومُ بينَـها

    وَزَاحَمَهَا التَّاتَـارُ، فَهِـيَ حُشُـودُ

    إِذَا رَاطَنُوا بَعْضاً سَمِعْتَ لِصَوْتِهِـمْ

    هَدِيداً تَكَـادُ الأَرْضُ مِنْـهُ تَمِيـدُ

    قِبَاحُ النَّوَاصِي والوُجُـوهِ، كأنَّهُـمْ

    لِغَيـرِ أَبِـي هَـذا الأَنـامِ جُنُـودُ

    سَواسِيَـةٌ لَيْسُـوا بِنَسْـلِ قَبيلَـةٍ

    فَتُـعْـرَف آبـاءٌ لَهُـمْ وجُـدُودُ

    لَهُمْ صُوَرٌ لَيْسَتْ وُجُوهـاً وإِنَّمـا

    تُنَـاطُ إِلَيْـهَا أَعْـيُـنٌ وَخُـدودُ

    يَخُورُونَ حَولِي كَالْعُجُولِ وَبَعْضُهُمْ

    يُهَجِّنُ لَحْنَ الْقَـوْلِ حِيـنَ يُجِيـدُ

    أَدُورُ بِعَينِـي لا أَرَى بَيْنَهُـمْ فَتَـىً

    يَرُودُ مَعِي فِي الْقَـوْلِ حَيْـثُ أَرُودُ

    فَلا أَنَـا مِنْهُـمْ مُسْتَفِيـدٌ غَرِيبَـةً

    وَلا أَنَـا فِيهِـمْ ما أَقَمْـتُ مُفِيـدُ

    فَمَنْ لِي بِأَيَّامٍ مَضَـتْ قَبْـلَ هَـذِهِ

    بِمِصْرَ وَعَيْشِي لَـوْ يَـدُومُ حَمِيـدُ

    عَسَى اللهُ يَقضِي قُربَةً بَعـدَ غُربَـةٍ

    فَيَـفـرَحَ باللُّقيَـا أَبٌ وَوَلِـيـدُ


    في رثاء أمه
    هوى كانَ لي أنْ ألبسَ المجدَ معلما

    فلما ملكتُ السبقَ عفتُ التقدما

    وَمَنْ عَرفَ الدُّنْيَا رَأَى مَا يَسُرُّه

    منَ العيشِ هماً يتركُ الشهدَ علقما

    وَ أيُّ نعيمٍ في حياة ٍ وراءها

    مَصَائِبُ لَوْ حَلَّتْ بِنجْمٍ لأَظْلَمَا

    إذا كانَ عقبى كلَّ حيًّ منية ٌ

    فَسِيَّانِ مَنْ حَلَّ الْوِهَادَ، وَمَنْ سَمَا

    وَ منْ عجبٍ أنا نرى الحقَّ جهرة ٌ

    وَنَلْهُو، كَأَنَّا لاَ نُحَاذِرُ مَنْدَمَا

    يودُّ الفتى في كلَّ يومٍ لبانة ً

    فإنْ نالها أنحى لأخرى ، وصمما

    طماعة ُ نفسٍ توردُ المرءَ مشرعاً

    منَ البؤسِ لا يعدوهُ أوْ يتحطما

    أَرَى كُلَّ حَيٍّ غَافِلاً عَنْ مَصِيرِهِ

    وَلَوْ رَامَ عِرْفَانَ الْحَقِيقَة ِ لانْتَمَى

    فَأَيْنَ الأُلَى شَادُوا، وَبَادُوا؟ أَلَمْ نَكُنْ

    نحلُّ كما حلوا ، وَ نرحلُ مثلما ؟

    مَضَوْا، وَعَفَتْ آثارُهُمْ غَيْرَ ذُكْرَة ٍ

    تُشِيدُ لَنَا مِنْهُمْ حَدِيثاً مُرَجَّمَا

    سلِ الأورقَ الغريدَ في عذباتهِ

    أَنَاحَ عَلَى أَشْجَانِهِ، أَمْ تَرَنَّمَا؟

    تَرَجَّحَ فِي مَهْدٍ مِنَ الأَيْكِ، لا يَنِي

    يميلُ عليهِ مائلاً وَ مقوا

    ينوحُ على َ فقدِ الهديلِ ، وَ لمْ يكنْ

    رآهْ ، فيا للهِ ! كيفَ تهكما ؟

    وَشَتَّانَ مَنْ يَبْكِي عَلَى غَيْرِ عِرْفَة

    جزافاً ، وَ منْ لعهدٍ تجرما

    لَعَمْرِي لَقَدْ غَالَ الرَّدَى مَنْ أُحِبُّهُ

    وَ كانَ بودي أنْ أموتَ وَ يسلما

    وَ أيُّ حياة ٍ بعدَ أمًّ فقدتها

    كَمَا يفْقِدُ الْمَرْءُ الزُّلاَلَ عَلَى الظَّمَا

    تَوَلَّتْ، فَوَلَّى الصَّبْرُ عَنِّي، وَعَادَنِي

    غرامٌ عليها ، شفَّ جسمي ، وأسقما

    وَلَمْ يَبْقَ إِلاَّ ذُكْرَة ٌ تَبْعَثُ الأَسى

    وَطَيْفٌ يُوَافِيني إِذَا الطَّرْفُ هَوَّمَا

    وَ كانتْ لعيني قرة ً ، وَ لمهجتي

    سروراً ، فخابَ الطرفُ وَ القلبُ منهما

    فَلَوْلاَ اعْتِقَادِي بِالْقَضَاءِ وَحُكْمِهِ

    لقطعتُ نفسي لهفة ً وَ تندما

    فيا خبراً شفَّ الفؤادَ ؛ فأوشكتْ

    سويدَاؤهُ أنْ تستحيلَ ، فتسجما

    إِلَيْكَ؛ فَقَدْ ثَلَّمْتَ عَرْشاً مُمنَّعاً

    وَ فللتَ صمصاماً ، وَ ذللتَ ضيغما

    أشادَ بهِ الناعي ، وَ كنتُ محارباً

    فألقيتُ منْ كفى الحسامَ المصمما

    وَطَارَتْ بِقَلْبِي لَوْعَة ٌ لَوْ أَطَعْتُهَا

    لأَوْشَكَ رُكْنُ الْمَجْدِ أَنْ يَتَهَدَّمَا

    وَلَكِنَّنِي رَاجَعْتُ حِلْمِي، لأَنْثَنِي

    عنِ الحربِ محمودَ اللقاءِ مكرما

    فَلَمَّا اسْتَرَدَّ الْجُنْدَ صِبْغٌ مِنَ الدُّجَى

    وَعَادَ كِلاَ الْجَيْشَيْنِ يَرْتَادُ مَجْثِمَا

    صَرَفْتُ عِنَانِي رَاجِعاً، وَمَدَامِعِي

    على َ الخدَّ يفضحنَ الضميرَ المكتما

    فَيَا أُمَّتَا؛ زَالَ الْعَزَاءُ، وَأَقْبَلَتْ

    مَصَائِبُ تَنْهَى الْقَلْبَ أَنْ يَتَلَوَّمَا

    وَكُنْتُ أَرَى الصَّبْرَ الْجَمِيلَ مَثُوبَة ً

    فَصِرْتُ أَرَاهُ بَعْدَ ذَلِكَ مَأْثَمَا

    وَ كيفَ تلذُّ العيشَ نفسٌ تدرعتْ

    منَ الحزنِ ثوباً بالدموعِ منمنما ؟

    تألمتُ فقدانَ الأحبة ِ جازعاً

    وَ منْ شفهُ فقدُ الحبيبِ تألما

    وَ قدْ كنتُ أخشى أنْ أراكِ سقيمة ً

    فكيفَ وَ قدْ أصبحتِ في التربِ أعظما ؟

    بَلَغْتِ مَدَى تِسْعِينَ فِي خَيْرِ نِعْمَة ٍ

    وَ منْ صحبَ الأيامَ دهراً تهدما

    إِذَا زَادَ عُمْرُ الْمَرْءِ قَلَّ نَصِيبُهُ

    منَ العيش وَ النقصانُ آفة ُ من نما

    فيا ليتنا كنا تراباً ، وَ لمْ نكنْ

    خلقنا ، وَ لمْ نقدمْ إلى الدهرِ مقدما

    أَبَى طَبْعُ هَذَا الدَّهْرِ أَنْ يَتَكَرَّمَا

    وَكَيْفَ يَدِي مَنْ كَانَ بِالْبُخْلِ مُغْرَمَا؟

    أَصَابَ لَدَيْنَا غِرَّة ً؛ فَأَصَابَنَا

    وَأَبْصَرَ فِينَا ذِلَّة ً؛ فَتَحَكَّمَا

    وَ كيفَ يصونُ الدهرُ مهجة َ عاقلٍ

    وَ قدْ أهلكَ الحيينِ : عاداً ، وَ جرهما

    هوَ الأزلمُ الخداعُ ، يحفرُ إنْ رعى

    وَيَغْدِرُ إِنْ أَوْفَى ، وَيُصْمِي إِذَا رَمَى

    فَكَمْ خَانَ عَهْداً، واسْتَبَاحَ أَمَانَة ً

    وَ أخلفَ وعداً ، وَ استحلَّ محرما

    فإنْ تكنِ الأيامُ أخنتْ بصرفها

    عَلَيَّ، فَأَيُّ النَّاسِ يَبْقَى مُسَلَّمَا؟

    وَ إني لأدري أنَّ عاقبة َ الأسى

    ـ وإِنْ طَالَ ـ لاَ يُرْوِي غَلِيلاً تَضَرَّمَا

    وَلَكِنَّهَا نَفْسٌ تَرَى الصَّبْرَ سُبَّة ً

    عَلَيْهَا، وَتَرْضَى بِالتَّلَهُّفِ مَغْنَمَا

    وَكَيْفَ أَرَانِي نَاسِياً عَهْدَ خُلَّة ٍ

    ألفتُ هواها : ناشئاً ، وَ محكما

    وَلَوْلاَ أَلِيمُ الْخَطْبِ لَمْ أَمْرِ مُقْلَة ً

    بِدَمْعٍ، وَلَمْ أَفْغَرْ بِقَافِيَة ً فَمَا

    فيا ربة َ القبرِ الكريمِ بما حوى

    وَقَتْكِ الرَّدَى نَفْسِي وَأَيْنَ؟ وَقَلَّمَا

    وَهَلْ يَسْتَطِيعُ الْمَرْءُ فِدْيَة َ رَاحِلٍ

    تَخَرَّمَهُ الْمِقْدَارُ فِيمَنْ تَخَرَّمَا؟

    سقتكِ يدُ الرضوانِ كأسَ كرامة ٍ

    منَ الكوثرِ الفياضِ معسولة َ اللمى

    وَ لاَ زالَ ريحانُ التحية ِ ناضراً

    عليكِ ، وَ هفافُ الرضا متنسما

    لِيَبْكِ عَلَيْكِ الْقَلْبُ، لاَ الْعَينُ؛ إِنَّنِي

    أرى القلبَ أوفى بالعهودِ وَ أكرما

    فِ لاَ أنساكِ ما ذرَّ شارقٌ

    وَمَا حَنَّ طَيْرٌ بِالأَرَاكِ مُهَيْنِمَا

    عَلَيْكَ سَلاَمٌ لاَ لِقَاءَة َ بَعْدَهُ

    إِلَى الْحَشْرِ إِذْ يَلْقى الأَخِيرُ الْمُقَدَّمَا
    Mr. Mag
    Mr. Mag
    Admin


    Posts : 503
    Join date : 08/04/2010
    Location : Alexandria

    اشعار محمود سامى البارودي Empty من اجمل القصائد

    مُساهمة  Mr. Mag الثلاثاء مايو 25, 2010 10:26 am

    قصيدة (وداع وطن )




    البارودي




    مــحــا البــيــنُ ما أبقتْ عيون المها مني

    فـشِـــــــــبتُ ولم أقضِ اللُّبانة من سني



    عـــناءٌ ، ويــــأسٌ ، واشــــتيــــاقٌ وغــربةٌ

    ألا ، شــدَّ ما ألقـــــاه في الدهر من غبنِ



    فإن أكُ فــــارقـــــــتُ الــــديار فـــلي بـها

    فُــــــؤادٌ أضـــــــلتْهُ عــــيـــون المها مِني



    بعــــثــــتُ به يــــوم النـــوى إثـــــرَ لَحْظَةٍ

    فأوقــــعــــه المِقدارُ في شَـرَكِ الحُــسنِ



    فـــهل من فتى في الدهــــر يجمع بـينـنا

    فـــلـــيــس كِلانا عــن أخــيه بمـسـتغــنِ



    ولــما وقـــفــــنـا لِلــوَدَاع ، وأســـبَــلَـــتْ

    مـــــدامـــعنا فـــــوق التـــرائب كالمـــزن



    أهـــبتُ بـــــــصبري أن يعودَ ، فــعـــزنـي

    وناديت حــلــمــي أن يـثــوب فــلــم يُغـنِ



    ولمْ تَــمـْــضِ إلا خَــطْــرَةٌ ، ثــــم أقلــعـت

    بنا عـــن شطوط الحـــي أجـنِحةُ السُّفْـنِ



    فـكم مُـــــهجةٍ من زَفْرَةِ الوجدِ في لــظى

    وكم مُقـْــــلَةٍ مِنْ غــزرة الدمــع في دَجْنِ



    ومـــا كــــنتُ جــــربتُ النـــوى قبل هـذه

    فـــلما دهــــتني كِدتُ أقــضي من الحزن



    ولكـــنني راجـــعــــتُ حِــــلْمـِي ، وردني

    إلى الحَــــزْمِ رأيٌ لا يــحـــومُ عــلـى أَفْنِ



    ولولا بُـــنــيــاتٌ وشِـــيـــبٌ عــــــــواطـــلٌ

    لــمــا قَــرَعَـتْ نفـسي على فائِتٍ سِني



    فيــا قــلــبُ صــبـراً إن جـــــزِعتَ ، فربمـا

    جَـــرَتْ سُـــنُــحاً طَيْرُ الحــــــوادثِ باليُمْنِ



    فــقــد تُـــــورِقُ الأغـــصــان بـعد ذبـــولـها

    ويــبــدو ضـــياء البــدر فـي ظــلمةِ الوَهنِ



    وأيُ حـــســـــــــامٍ لم تُصِـــبهُ كـــهـــامُةٌ

    ولهْــــذَمُ رُمْــــحٍ لا يُــــفَــــلُ مـــن الطـعنِ



    ومن شــــــــاغــــــب الأيامَ لان مَــرِيـــرُهُ

    وأســــلــمــهُ طولُ المِـــراسِ إلى الوَهْـنِ



    وما المــــــــرءُ في دنـــيـاه إلا كـــســالِكٍ

    مناهِـــــجَ لا تخـــلو من الســهل والحَــزْنِ



    فإن تـــكـــــن الــدنيا تـــولــــت بــخـيـرها

    فأهــــون بدنيا لا تــــدوم عــــــــلـى فَـنِّ!



    تحــمــلــتُ خـــوفُ المَــنِّ كـــلَّ رَزِيــئـــةٍ

    وحـــمـــلُ رزيا الدهــــر أحــلـى من المنِّ



    وعــــاشـــــرتُ أخــداناً ، فلما بَلَــــــوتُهُمْ

    تـــمـــنــيــتُ أن أبقى وحـــــيداً بلا خِـدنِ



    إذا عـــــرف الــمـــــرءُ القلوبَ وما انطـوتْ

    عـــليه مـن البغضاءِ - عاش على ضِــغْــنِ



    يــــرى بــــصــــري مــــن لا أودُ لِـــقــاءَهُ

    وتــسمـــعُ أذني مــا تــعــافُ مِن اللحــنِ



    وكــيــف مُــقــامي بين أرضٍ أرى بـهــــا

    من الظلم ما أخنى على الدار والسَّكْـــنِ



    فسَمْعُ أنين الجَوْرِ قد شـــــاك مسمعي

    ورؤيـــةُ وجـــه الغـــدر حــل عُرا جَفــــني



    وصــعــب عــــلى ذي اللُّبِ رئــمـانُ ذِلةٍ

    يَظَلُ بها في قــــومـــــــه واهي المـــتـنِ



    إذا المــــرُ لم يــــرمِ الهـــــناةَ بــمــثلـها

    تــخــطى إليه الخـوف من جـانب الأمـــن



    وكـن رجلاً ، إن سيمَ خَــــسْفاُ رمـتْ به

    حَــــمِـــيـــتُــهُ بــيـــن الصــــوارمِ واللُّــدنِ



    فلا خـــيْرَ في الــدنيا إذا المرءُ لم يعـشْ

    مـــهيباُ ، تـــراه العينُ كـــالنار فـي دغْــنِ







    سجل

    --------------------------------------------------------------------------------
    دمشـــــقي الهوى قلبي ... وما أحلاه أن يبقى هوى قلبي دمشـــقيا


    Eng:M.A
    Moderator
    عضو ذهبي

    غير متصل

    الجنس:
    رسائل: 3238


    محـــبــــتـــــي


    أجمل قصائد محمود سامي البارودي
    « رد #1 في: 01 23, 2004, 04:31:13 »

    --------------------------------------------------------------------------------
    قصيدة (الهجران)

    البارودي


    رُدواعَــــــليَّ الصِّبَا من عصري الخالي

    وهـــل يعـــود سَـــــوَادُ اللِّمَّةِ البالي؟
    *

    ماضٍ من العـــيــــش ما لاحــــت مخايِلُهُ

    فـي صـفــحة الفـــكـر إلا هاج بَلْبَالي؟
    *

    سَلَتْ قــلـوبٌ ، فَــقَــرتْ في مـضاجِعِها

    بـعـد الحــنين وقلبي ليس بالسالي
    *

    لَمْ يَــدْرِ مــن بات مــسـروراً بِــــلَذتِهِ

    أني بــنــار الأســى مــن هــجـره صَالي
    *

    يا غــاضــبـيـن عـلـيـنا ! هل إلى عِدةٍ

    بالــوصـل يَــوْمٌ أُنـاغي فــيه إقبالي
    *

    غــبتم ، فأظلم يومي بعد فُرقَتِكم

    وســــاء صُـــنــعُ اللـيالي بعد إجمالي
    *

    قد كــنـت أحسبُني مِنكم على ثِقَةٍ

    حــتــى مُــنـِيتُ بمــا لم يَجْـرِ في بالي
    *

    لم أجــنِ في الحُــبِّ ذنـبـاً أستحق به

    عَـــتْــبــاً ، ولـكــنـها تحريفُ أقوالي
    *

    ومــــن أطــاعَ رواةَ السُّــــوءِ - نَفَّرَهُ

    عــــن الصــديق سمـاعُ القيل والقالِ
    *

    أدهــى المـصائــب غَــدْرٌ قــبــــلهُ ثِقَةٌ

    وأقـــبـــح الظُّــــلم صـــــدٌّ بعد إقبالِ



    سجل

    --------------------------------------------------------------------------------
    دمشـــــقي الهوى قلبي ... وما أحلاه أن يبقى هوى قلبي دمشـــقيا


    Eng:M.A
    Moderator
    عضو ذهبي

    غير متصل

    الجنس:
    رسائل: 3238


    محـــبــــتـــــي


    رد:أجمل قصائد محمود سامي البارودي
    « رد #2 في: 08 02, 2004, 06:20:11 »

    --------------------------------------------------------------------------------
    قصيدة (اشتياق)




    البارودي




    هَـلْ مِنْ طَبِيبٍ لِدَاءِ الْحُبِّ أو رَاقِي ؟

    يَـشْـفِـي عَـلِيلاً أخا حُزْنٍ وإيراقِ



    قَـدْ كان أَبْقَى الهوى مِنْ مُهجَتي رَمَقًا

    حَتَّى جرى البَيْنُ ، فاستولى على الباقي



    حُـزْنٌ بَرَانِي ، وأشواقٌ رَعَتْ كبدي

    يـا ويـحَ نـفسي مِنْ حُزْنٍ وأشْوَاقِ



    أُكَـلِّـفُ الـنَفْسَ صَبْراً وهي جَازِعَةٌ

    والـصـبرُ في الحُبِّ أعيا كُلَّ مُشتاقِ



    لافـي (( سرنديبَ )) لِي خِلٌ ألُوذُ بِهِ

    وَلَا أَنِـيـسٌ سِـوى هَمي وإطراقِي



    أبِـيـتُ أرعـى نـجوم الليلِ مُرْتَفِقًا

    فـي قُـنَّـةٍ عَـزَّ مَرْقاها على الراقي



    تَـقَـلَّدَتْ من جُمانِ الشُهبِ مِنْطَقةً

    مَـعـقُـودةً بِـوِشَـاحٍ غَيرِ مِقْلاقِ



    كـأن نَـجْـمَ الثريا وهو مُضْطَرِبٌ

    دُونَ الـهِـلالِ سِـراجٌ لاحَ في طاقِ



    يا (( روضة النيلِ )) ! لا مَسَّتْكِ بَائِقَةٌ

    ولا عَـدَتْـكِ سَـمَـاءٌ ذَاتُ أَغْدَاقِ



    ولا بَـرِحْـتِ مِـنً الأوراقِ في حُلَلٍ

    مِـنْ سُـنْـدُسٍ عَبْقَرِيِّ الوَشْيِ بَرَّاقِ



    يـا حـبـذا نَـسَمٌ مِنْ جَوِّهَا عَبِقٌ

    يَـسـرِي عـلى جَدْوَلٍ بالماءِ دَقَّاقِ



    بـل حَـبَّـذا دَوْحَةٌ تَدْعُو الهدِيلَ بِها

    عِـنـدَ الـصَّـبَاحِ قَمَارِيٌ بأطواقِ



    مَرْعى جِيادي ، ومَأوَى جِيرتي ، وحِمى

    قَـومـي ، وَمَـنْـبِتُ آدابي وأعراقي



    أصـبـو إلـيها على بُعْدٍ ، ويُعجبني

    أنـي أعِـيـشُ بِـها في ثَوْبِ إملاقِ



    وكـيـفَ أنسى دياراً قَدْ تَرَكْتُ بِها

    أهـلاً كِـراماً لَهُمْ وُدِي وإشفاقي ؟



    إذا تَـذَكَّـرْتُ أيـامـاً بِهِم سَلَفَتْ

    تَـحَـدَّرَتْ بِـغُـرُوبِ الدمع آماقي



    فَـيَـا بَـرِيدَ الصَّبا بَلِّغْ ذَوِي رَحِمِي

    أنـي مُـقـيـمٌ عَلَى عَهْدي ومِيثاقي



    وإن مَرَرْتَ عَلَى (( المِقْياسِ )) فَاهدِ لَهُ

    مِـنـي تـحـيـةَ نَفسٍ ذاتِ أعلاقِ



    وَأَنـتَ يـا طـائـراً يبكي على فَنَنٍ

    نـفـسي فِدَاؤُكَ مِنْ سَاقٍ على سَاقِ



    أَذْكَـرْتَـني مَا مَضى وَالشَمْلُ مُجتَمِعٌ

    بِـمِصْرً والحربُ لم تنهض على ساقِ



    أيـامَ أسـحـبُ أذيال الصِبا مَرِحاً

    فِـي فِـتْـيـةٍ لِـطَرِيقِ الخير سُبَّاقِ



    فَـيَـالَـهـا ذُكْرَةً ! شَبَّ الغَرَامُ بِها

    نَـاراً سَـرَتْ بَـيْنَ أرداني وأَطْوَاقي



    عَـصْرٌ تَوَلَّى ، وأبْقَى فِي الفُؤَادِ هَوى

    يَـكَـادُ يَـشْـمَلُ أحشائي بإحراقِ



    وَالـمـرْءُ طَـوْعُ الـليالي في تَصَرُّفِها

    لا يـمـلـكُ الأمرَ مِنْ نُجْحٍ وإخفاقِ



    عَـلَـيَّ شَـيْمُ الغَوَادي كلما بَرَقَتْ

    وَمَـا عَـلَـيَّ إذا ضَـنَّـتْ بِرقْراقِ



    فـلا يَـعِـبْني حَسُودٌ أنْ جَرى قَدَرٌ

    فَـلَـيْـسَ لـي غَيْرُ ما يقضيهِ خَلَّاقي



    أسـلـمْتُ نفسي لمولًى لا يَخِيبُ لهُ

    راجٍ عَـلَى الدَهْرِ ، والمولى هُو الواقي



    وَهَـوَّنَ الـخـطبَ عِندِي أنني رَجُلٌ

    لاقٍ مِـنَ الـدهرِ مَا كُلُّ امرِئٍ لاقي



    يـا قَـلْـبُ صَـبْراً جمِيلاً ، إنهُ قَدَرٌ

    يـجـري عـلى المرءِ مِنْ أَسْرٍ وإطلاقِ



    لابُـدَّ لِـلـضيقِ بَعْدَ اليأسِ مِنْ فَرَجٍ

    وَكُـلُّ داجِـيَـةٍ يـومـاً لإشـراقِ





    سجل

    --------------------------------------------------------------------------------
    دمشـــــقي الهوى قلبي ... وما أحلاه أن يبقى هوى قلبي دمشـــقيا


    هـــادى
    Moderator
    عضو ذهبي

    غير متصل

    الجنس:
    رسائل: 3816


    أظهرك وأوجدك ليظهر لا لتظهر


    هــذا هو الحبّ .../ محمود سامى البارودى باشا
    « رد #3 في: 12 03, 2004, 04:06:08 »

    --------------------------------------------------------------------------------
    سكرت بخمر حديثك الألفاظ

    وتكلّمت بضميــــرك الألحـــــــاظ

    يادمية ! لولا التقيّة لاستوت

    فى حبّها الفتــــّاك والوعّــــــاظ

    مالى منحتك خلّتى وجزيتنى

    نارا لها بين الضلــــوع شــواظ ?

    هلاّ مننت اذا امتلكت ! فطالما

    منّ الكريــــــم وقلبه مغتــــــاظ

    فلقد هجرت اليك جــلّ عشيرتى

    فقلوبهم أبــدا علىّ غــــــــلاظ

    ونفيت عن عينى المنام فما لهـا

    غيـــر المدامع والسهاد لمــاظ

    هدا وما اختضبت لغيرك أسهــم

    بدمى , ولا احتكمت على لحاظ

    فعــــلام تستمعين مـا يأتــــى به

    عنّى اليـــك الحاســـد الجــوّاظ

    فصلى محبّا , ما أصـــاب خطيئة

    فى دين حبّك , والغـــرام حفاظ

    يهـــواك حتّى لا يميــل بطبعـــــه

    فى حبّك الايــــــــذاء والاحفاظ

    نابى المضــاجع لا تــزور جفونـــه

    سنة الكرى وأولو الهوى أيقاظ

    متحمّل ما لو تحمّـــل بعضــــــــه

    أهل المحبــّة والغرام لفاظـــوا

    فاذا استهلّ تربّعـــوا فيما جـــرى

    من دمعه , واذا تنفّس قاظـــوا

    هذا هو الحبّ الّذى ضاقــــــت به

    تلك الصّـــــدور وقلّت الحفّـــاظ


    **************

    سجل

    --------------------------------------------------------------------------------
    يا عالمَ الأسرار عِلمَ اليَقين
    وكاشِفَ الضُرِّ عن البائسين
    يا قابل الأعذار عُـــــدْنا إلى
    ظِلِّكَ فاقْبَلْ تَوبَـــــةَ التائبين


    Who Knows
    عضو ذهبي

    غير متصل

    الجنس:
    رسائل: 293


    لا يوجد!


    رد:أجمل قصائد محمود سامي البارودي
    « رد #4 في: 12 19, 2004, 09:20:48 »

    --------------------------------------------------------------------------------
    نبذة عن حياة البارودي

    - ولد محمود سامي البارودي في 6 أكتوبر عام 1839 في حي باب الخلق بالقاهرة .

    - بعد أن أتم دراسته الإبتدائية عام 1851 إلتحق بالمرحلة التجهيزية من " المدرسة الحربية المفروزة " وانتظم فيها يدرس فنون الحرب ، وعلوم الدين واللغة والحساب والجبر .

    - تخرج في " المدرسة المفروزة " عام 1855 ولم يستطع إستكمال دراسته العليا ، والتحق بالجيش السلطاني .

    - عمل بعد ذلك بوزارة الخارجية وذهب إلى الأستانة عام 1857 وأعانته إجادته للغة التركية ومعرفته اللغة الفارسية على الإلتحاق " بقلم كتابة السر بنظارة الخارجية التركية " وظل هناك نحو سبع سنوات (1857-1863 ) .

    - بعد عودته إلى مصر في فبراير عام 1863 عينه الخديوي إسماعيل " معيناً " لأحمد خيري باشا على إدارة المكاتبات بين مصر والآستانة .

    - ضاق البارودي بروتين العمل الديواني ونزعت نفسه إلى تحقيق آماله في حياة الفروسية والجهاد ، فنجح في يوليو عام 1863 في الإنتقال إلى الجيش حيث عمل برتبة " البكباشي " العسكرية وأُلحقَ بآلاي الحرس الخديوي وعين قائداً لكتيبتين من فرسانه ، وأثبت كفاءة عالية في عمله .

    - تجلت مواهبه الشعرية في سن مبكرة بعد أن استوعب التراث العربي وقرأ روائع الشعر العربي والفارسي والتركي ، فكان ذلك من عوامل التجديد في شعره الأصيل .

    - اشترك الفارس الشاعر في إخماد ثورة جزيرة كريد عام 1865 واستمر في تلك المهمة لمدة عامين أثبت فيهما شجاعة عالية وبطولة نادرة .

    - كان أحد أبطال ثورة عام 1881 الشهيرة ضد الخديوي توفيق بالاشتراك مع أحمد عرابي ، وقد أسندت إليه رئاسة الوزارة الوطنية في فبراير عام 1882 .

    - بعد سلسلة من أعمال الكفاح والنضال ضد فساد الحكم وضد الإحتلال الإنجليزي لمصر عام 1882 قررت السلطات الحاكمة نفيه مع زعماء الثورة العرابية في ديسمبر عام 1882 إلى جزيرة سرنديب .

    ظل في المنفى أكثر من سبعة عشر عاماً يعاني الوحدة والمرض والغربة عن وطنه ، فسجّل كل ذلك في شعره النابع من ألمه وحنينه .

    - بعد أن بلغ الستين من عمره اشتدت عليه وطأة المرض وضعف بصره فتقرر عودته إلى وطنه مصر للعلاج ، فعاد إلى مصر يوم 12 سبتمبر عام 1899 وكانت فرحته غامرة بعودته إلى الوطن وأنشد " أنشودة العودة " التي قال في مستهلها :

    أبابلُ رأي العين أم هذه مصرُ فإني أرى فيها عيوناً هي السحرُ

    - توفي البارودي في 12 ديسمبر عام 1904 بعد سلسلة من الكفاح والنضال من أجل إستقلال مصر وحريتها وعزتها .

    - يعتبر البارودي رائد الشعر العربي الحديث الذي جدّد في القصيدة العربية شكلاً ومضموناً ، ولقب بإسم " فارس السيف والقلم " .


    سجل

    --------------------------------------------------------------------------------
    الخوف....
    هو البوابة التي تدخل منها
    قافلة التنازلات
    وقواميس النفاق


    Who Knows
    عضو ذهبي

    غير متصل

    الجنس:
    رسائل: 293


    لا يوجد!


    رد:أجمل قصائد محمود سامي البارودي
    « رد #5 في: 12 29, 2004, 02:08:48 »

    --------------------------------------------------------------------------------
    قصيدة بادر الفرصة


    بادرِ الفُرصةَ ، واحـــــــــــــذر فَوتها
    فَبُلُوغُ العزِّ في نَيلِ الفُـــــــــــرص

    واغـــتنم عُـــمْـــــركَ إبانَ الصِــــبا
    فهو إن زادَ مع الشـــــــــيبِ نَقَصْ

    إنما الدنيا خـــــــــــــــــيالٌ عارضٌ
    قلَّما يبقى ، وأخـــــــــــــبارٌ تُقصْ

    تارةً تَدْجو ، وطـــــــــــــوراً تنجلي
    عادةُ الظِلِّ ســــــــــجا ، ثمَّ قَلَصْ

    فابتدر مســـــعاك ، واعلم أنَّ من
    بادرَ الصــــــــــــيدَ مع الفجرِ قنص

    لن ينال المـــــــــرءُ بالعجز المنى
    إنما الفوزُ لِمن هــــــــــــــمَّ فنص

    يَكدحُ العاقــــــــــــــــلُ في مأمنهِ
    فإذا ضــــــــــــاقَ به الأمرُ شَخَصْ

    إن ذا الحاجـــــــــــــةِ مالمْ يغتربْ
    عَنْ حماهُ مثْلُ طَــــــيْرٍ في قفصْ

    وليكن سعـــــــــــــــيك مجداً كُلُّهُ
    إن مرعى الشـــــــر مَكْرُوهٌ أَحَصْ

    واتركِ الحِــــــرصَ تعِشْ في راحةٍ
    قَلَّما نـــــالَ مـُــــــــنـَاهُ مَنْ حَرَصْ

    قد يَضُرُّ الشـــــــــــيءُ ترجُو نَفعَهُ
    رُبَّ ظَمْآنَ بِصَـــــــــــفوِ الماءِ غَصْ

    مَيزِ الأشــــــــــــــياء تعرفْ قَدرها
    ليستِ الغُرَّةُ مِنْ جِــــنسِ البرصْ

    واجــــــــــــــــتنبْ كُلَّ غَبِيٍ مَائِقٍ
    فهو كَالعَيْرِ ، إذا جَــــــــــــدَّ قَمَصْ

    إنما الجاهــــــــلُ في العين قذًى
    حيثما كانَ ، وفب الصـــدرِ غَصَصْ

    واحذرِ النمـــــــــــــــامَ تأمنْ كَيْدَهُ
    فهو كالبُرغُــــــــــوثِ إن دبَّ قرصْ

    يَرْقُبُ الشَــــــــــرَّ ، فإن لاحتْ لهُ
    فُرْصَةٌ تَصْلُحُ لِلخَــــــــــــــتْلِ فَرصْ

    سَاكنُ الأطــــــــــــــــرافِ ، إلا أنهُ
    إن رأى منَشـــــــــبَ أُظْفُورٍ رَقَصْ

    واختبر من شــــــئت تَعْرِفهُ ، فما
    يعرفُ الأخـــــــــلاقَ إلا مَنْ فَحَصْ

    هذهِ حِـــــكـــــمـــةُ كَـــــهلٍ خابرٍ
    فاقتنصها ، فهي نِعْـــمَ المُقْتَنَصْ



    سجل

    --------------------------------------------------------------------------------
    الخوف....
    هو البوابة التي تدخل منها
    قافلة التنازلات
    وقواميس النفاق


    Who Knows
    عضو ذهبي

    غير متصل

    الجنس:
    رسائل: 293


    لا يوجد!


    رد:أجمل قصائد محمود سامي البارودي
    « رد #6 في: 03 09, 2005, 04:24:43 »

    --------------------------------------------------------------------------------
    أنشودة العودة

    أَبَابِلُ رَأْيَ العَيْنِ أَمْ هَذِهِ مِصْـرُ فَإِنِّي أَرَى فِيهَا عُيُونَاً هِيَ السِّحْـرُ

    نَوَاعِسَ أَيْقَظْنَ الهَـوْى بِلَوَاحِـظٍ تَدِينُ لَهَا بِالفَتْكَةِ البِيضُ وَالسُّمْـرُ

    فَلَيْسَ لِعَقْلٍ دُونَ سُلْطَانِـهَا حِمَىً وَلاَ لِفُؤَادٍ دُونَ غِشْيَانِـهَا سِتْـرُ

    فَإِنْ يَكُ مُوسَى أَبْطَلَ السِّحْرَ مَرَّةً فَذَلِكَ عَصْرُ المُعْجِزَاتِ ، وَذَا عَصْرُ

    فَأَيُّ فُـؤَادٍ لاَ يَذُوبُ صَبَابَـةً وَمُزْنَةِ عَيْنٍ لاَ يَصُوبُ لَهَـا قَطْـرُ؟

    بِنَفْسِي – وَإِنْ عَزَّتْ عَلَيَّ – رَبِيبَـةٌ مِنَ العِينِ فِي أَجْفَانِ مُقْلَتِهَا فَتْـرُ

    فَتَاةٌ يَرِفُّ البَدْرُ تَحْتَ قِنَاعِـهَا وَيَخْطِرُ فِي أَبْرَادِهَا الغُصُنُ النَّضْـرُ

    تُرِيكَ جُمَانَ القَطْرِ فِي أُقْحُوَانَـةٍ مُفَلَّجَةِ الأَطْرَافِ ، قِيلَ لَـهَا ثَغْـرُ

    تَدِينُ لِعَيْنَيْهَا سَوَاحِـرُ " بَابِـلٍ" وَتَسْكَرُ مِنْ صَهْبَاءِ رِيقَتِهَا الخَمْـرُ

    فَيَا رَبَّةَ الخِدْرِ الذِي حَـالَ دُونَـهُ ضَرَاغِمُ حَرْبٍ، غَابُهَا الأَسَلُ السُّمْرُ

    أَمَا مِنْ وِصَـالٍ أَسْتَعِيـدُ بِأُنْسِـهِ نَضَارَةَ عَيْشٍ كَانَ أَفْسَدَهُ الهََجْـرُ؟

    رَضِيتُ مِنَ الدُّنْـيَا بِحُبِّكِ عَالِمَـاً بِأَنَّ جُنُونِي فِي هَوَاكِ هُوَ الفَخْـرُ

    فَلاَ تَحْسَِبي شَوْقِي فُكَاهَـةَ مَازِحٍ فَمَا هُوَ إلاَّ الجَمْرُ ، أَوْ دُونَهُ الجَمْـرُ

    هَوَىً كَضَمِيرِ الزِنْدِ لَوْ أَنَّ مَدْمَعِي تَأَخَّرَ عَنْ سُقْيَاهُ لاَحْتَرَقَ الصَّـدْرُ

    إِذَا مَا أَتَيْتُ الحَيَّ فَـارَتْ بِغَيْظِـهَا قُلُوبُ رِجَالٍ حَشْوُ آمَاقِهَا الغَـدْرُ

    يَظُنُّونَ بِي شَرَّاً ، وَلَسْـتُ بِأَهْلِـهِ وَظَنُّ الفَتَى مِنْ غَيْـرِ بَيِّـنَةٍ وِزْرُ

    وَمَاذَا عَلَيْهِمْ إِنْ تَرَنَّـمَ شَـاعِـرٌ بِقَافِيَةٍ لاَ عَيْبَ فِيهَا ، وَلاَ نُكْـرُ؟

    أَفِي الحَقِّ أَنْ تَبْكِي الحَمَائِمُ شَجْوَهَا وَيُبْلَى فَلاَ يَبْكِي عَلَى نَفْسِهِ حُـرُّ؟

    وَأَيُّ نَكِيرٍ فِي هَوَىً شَـبَّ وَقْدُهُ بِقَلْبِ أَخِي شَوْقٍ فَبَاحَ بِـهِ الشِّعْرُ؟

    فَـلاَ يَبْتَدِرْنِي بِالمَلاَمَـةِ عَـاذِلٌ فَإِنَّ الهَوَى فِيـهِ لِمُعْتَـذِرٍ عُـذْرُ

    إِذَا لَمْ يَكُنْ لِلْحُبِّ فَضْلٌ عَلَى النُّهَى لَمَا ذَلَّ حَيٌّ لِلْهَـوَى وَلَـهُ قَـدْرُ

    وَكَيْفَ أَسُومُ القَلْبَ صَبْرَاً عَلَى الهَوَى وَلَمْ يَبْقَ لِيْ فِي الحُبِّ قَلْبٌ وَلاَ صَبْرُ

    لِيَهْنَ الهَوَى أَنِّي خَضَعْـتُ لِحُكْمِهِ وَإِنْ كَانَ لِيْ فِي غَيْرِهِ النَّهْيُ وَالأَمْرُ

    وَإِنِّي امْرُؤٌ تَأْبَى لِيَ الضَّيْمَ صَـوْلَةٌ مَوَاقِعُهَا فِي كُلِّ مُعْتَرَكٍ حُمْـرُ

    أَبِيٌّ عَلَى الحِدْثَـانِ ، لاَ يَسْتَفِزُّنِي عَظِيمٌ ، وَلاَ يَأْوِي إِلَى سَاحَتِي ذُعْرُ

    إِذَا صُلْتُ صَالَ المَوْتُ مِنْ وَكَرَاتِـهِ وَإِنْ قُلْتُ أَرْخَى مِنْ أَعِنَّـتِهِ الشِّعْرُ

    سجل

    --------------------------------------------------------------------------------
    الخوف....
    هو البوابة التي تدخل منها
    قافلة التنازلات
    وقواميس النفاق


    Who Knows
    عضو ذهبي

    غير متصل

    الجنس:
    رسائل: 293


    لا يوجد!


    رد: أجمل قصائد محمود سامي البارودي
    « رد #7 في: 05 15, 2005, 06:48:59 »

    --------------------------------------------------------------------------------

    ( إِلَى اللهِ أَشْكُو )


    إِلَى اللهِ أَشْكُو طُولَ لَيْلِـي وَجَـارَةً

    تَبِيتُ إِلَى وَقْتِ الصَّـبَاحِ بِإِعْـوَالِ

    لَهَـا صِبْيَـةٌ لا بَـارَكَ اللهُ فِيهِـمُ

    قِبَاحُ النَّوَاصِي لا يَنَمْنَ عَلَى حَـالِ

    صَوَارِخُ لا يَهْـدَأْنَ إِلا مَعَ الضُّحَـا

    مِنَ الشَّرِّ فِي بَيْتٍ مِنَ الْخَيْرِ مِمْحَالِ

    تَرَى بَيْنَهُـمْ يَا فَـرَّقَ اللهُ بَيْنَهُـمْ

    لَهِيبَ صِيَاحٍ يَصْعَدُ الْفَلَكَ الْعَالِـي

    كَأَنَّهُـمُ مِمَّـا تَنَازَعْـنَ أَكْلُـبٌ

    طُرِقْنَ عَلَى حِينِ الْمَسَـاءِ بِرِئْبَـالِ

    فَهِجْنَ جَمِيعاً هَيْجَةً فُزِّعَـتْ لَهَـا

    كِلابُ الْقُرَى مَا بَيْنَ سَهْلٍ وَأَجْبَالِ

    فَلَمْ يَبْقَ مِنْ كَلْبٍ عَقُـورٍ وَكَلْبَـةٍ

    مِنَ الْحَيِّ إِلا جَاءَ بِالْعَـمِّ وَالْخَـالِ

    وَفُزِّعَتِ الأَنْعَامُ وَالْخَيْـلُ فَانْبَـرَتْ

    تُجَاوِبُ بَعْضَاً فِي رُغَاءٍ وَتَصْهَـالِ

    فَقَامَتْ رِجَالُ الْحَيِّ تَحْسَبُ أَنَّهَـا

    أُصِيبَتْ بِجَيْشٍ ذِي غَوَارِبَ ذَيَّـالِ

    فَمِنْ حَامِلٍ رُمْحاً وَمِنْ قَابِضٍ عَصَاً

    وَمِنْ فَزعٍ يَتْلُو الْكِتَـابَ بِإِهْـلالِ

    وَمِنْ صِبْيَةٍ رِيعَتْ لِـذَاكَ وَنِسْـوَةٍ

    قَوَائِمَ دُونَ الْبَابِ يَهْتِفْـنَ بِالْوَالِـي

    فَيَا رَبُّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ تَصَبُّـرَاً

    عَلَى مَا أُقَاسِيهِ وَخُذْهُـمْ بِزَلْـزَالِ

    سجل

    --------------------------------------------------------------------------------
    الخوف....
    هو البوابة التي تدخل منها
    قافلة التنازلات
    وقواميس النفاق


    w9aleed
    عضو ذهبي

    غير متصل

    الجنس:
    رسائل: 292


    وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر


    رد: أجمل قصائد محمود سامي البارودي
    « رد #8 في: 07 24, 2005, 09:17:54 »

    --------------------------------------------------------------------------------
    عَصَيْتُ نَذِيرَ الْحِلْمِ فِي طَاعَة ِ الْجَهْلِ







    عَصَيْتُ نَذِيرَ الْحِلْمِ فِي طَاعَة ِ الْجَهْلِ وَأَغْضَبْتُ فِي مَرْضَاة ِ حُبِّ الْمَهَا عَقْلِي
    وَنَازَعْتُ أَرْسَانَ الْبَطَالَة َ وَالصِّبَا إِلَى غَايَة ٍ لَمْ يَأْتِهَا أَحَدٌ قَبْلِي
    فخذْ في حديثٍ غيرِ لومي ، فإنني بحبَّ الغواني عنْ ملامكَ في شغلِ
    إذا كانَ سمعُ المرءِ عرضة َ ألسنٍ فما هوَ إلاَّ للخديعة ِ وَ الختلِ
    رُوَيْدَكَ، لاَ تَعْجَلْ بِلَوْمٍ عَلَى امْرِىء ٍ أَصَابَ هَوَى نَفْسٍ؛ فَفِي الدَّهْرِ مَا يُسْلِي
    فليستْ بعارٍ صبوة ُ المرءِ ذي الحجا إذا سلمتْ أخلاقهُ من أذى الخبلِ
    وَإِنِّي وَإِنْ كُنْتُ ابْنَ كَأْسٍ وَلَذَّة ٍ لَذُو تُدْرَإٍ يَوْمَ الْكَرِيهَة ِ وَاْلأَزْلِ
    وَقُورٌ، وَأَحْلاَمُ الرِّجَالِ خَفِيفَة ٌ صبورٌ ، وَ نارُ الحربِ مرجلها يغلي
    إِذَا رَاعَتِ الظَّلْمَاءُ غَيْرِي، فَإِنَّمَا هلالُ الدجى قوسي ، وأنجمهُ نبلي
    أنا ابنُ الوغى ، والخيلِ ، والليلِ ، والظبا وَسُمْرِ الْقَنَا، وَالرَّأْيِ، وَالْعَقْدِ، والْحَلِّ
    فَقُلْ لِلَّذِي ظَنَّ الْمَعَالي قَريبَة ً رويداً ؛ فليسَ الجدُّ يدركُ بالهزلِ
    فَمَا تَصْدُقُ الآمَالُ إِلاَّ لِفَاتِكٍ إذا همَّ لمْ تعطفهُ قارعة ُ العذلِ
    لَهُ بِالْفَلا شُغْلٌ عَنِ الْمُدْنِ وَالْقُرَى و في رائداتِ الخيلِ شغلٌ عنِ الأهلِ
    إذا ارتابَ أمراً ألهبتهُ حفيظة ٌ تميتُ الرضا بالسخطِ ، والحلمَ بالجهلِ
    فَلاَ تَعْتَرِفْ بِالذُّلِّ خَوْفَ مَنِيَّة ٍ فَإِنَّ احْتِمَالَ الذُّلِّ شَرٌّ مِنَ الْقَتْلِ
    وَلاَ تَلْتَمِسْ نَيْلَ الْمُنَى مِنْ خَلِيقَة ٍ فَتَجْنِي ثِمَارَ الْيَأْسِ مِنْ شَجَرِ الْبُخْلِ
    فما الناسُ إلاَّ حاسدٌ ذو مكيدة ٍ وَ آخرُ محنيُّ الضلوعِ على دخلِ
    تِبَاعُ هَوًى ، يَمْشُونَ فِيهِ كَمَا مَشَى و سماعُ لغوٍ ، يكتبونَ كما يملى
    وَمَا أَنَا وَالأَيَّامُ شَتَّى صُرُوفُهَا بِمُهْتَضِمٍ جَارِي، وَلاَ خَاذِلٍ خِلِّي
    أَسِيرُ عَلى نَهْجِ الْوَفَاءِ سَجِيَّة ً و كلُّ امرئً في الناسِ يجري على الأصلِ
    تَرَكْتُ ضَغِينَاتِ النُّفُوسِ لأَهْلِهَا وَأَكْبَرْتُ نَفْسِي أَنْ أَبِيتَ عَلَى ذَحْلِ
    كذلكَ دأبي منذُ أبصرتُ حجتي وليداً ؛ وَ حبُّ الخيرِ منْ سمة ِ النبلِ
    وَ ربَّ صديقٍ كشفَ الخبرُ نفسهُ فعاينتُ منهُ الجورَ في صورة ِ العدلِ
    وَهَبْتُ لَهُ مَا قَدْ جَنَى مِنْ إسَاءَة ٍ وَلَوْ شِئْتُ، كَانَ السَّيْفُ أَدْنَى إِلَى الْفَصْلِ
    وَ مستخبرٍ عني ، وما كانَ جاهلاً بشأني ، وَ لكنْ عادة ُ البغضِ للفضلِ
    أَتَى سَادِراً، حَتَّى إِذا قَرَّ أَوَجَسَتْ سويداؤهُ شراً ؛ فأغضى على ذلَّ
    وَمَنْ حَدَّثَتْهُ النَّفْسُ بِالْغَيِّ بَعْدَ مَا تَنَاهَى إِلَيْهِ الرُّشْدُ سَارَ عَلى بُطْلِ
    وَإِنِّي لأَسْتَحْيِي مِنَ الْمَجْدِ أَنْ أُرَى صَرِيعَ مَرَامٍ لا يَفُوزُ بِهَا خَصْلِي
    أقولُ وأتلو القولَ بالفعلِ كلما أَرَدْتُ؛ وَبِئْسَ الْقَوْلُ كَانَ بِلا فِعْلِ
    أَرَى السَّهْلَ مَقْرُوناً بِصَعْبٍ، وَلا أَرَى بغيرِ اقتحامِ الصعبِ مدركَ السهلِ
    و يومٍ كأنَّ النقعَ فيهِ غمامة ٌ لها أثرٌ منْ سائلِ الطعنِ كالوبلِ
    تَقَحَّمْتُهُ فَرْداً سِوَى النَّصْلِ وَحْدَهُ وَحَسْبُ الْفَتَى أَنْ يَطْلُبَ النَّصْرَ بِالنَّصْلِ
    لَوَيْتُ بِهِ كَفِّي، وَأَطْلَقْتُ سَاعِدِي وَقُلْتُ لِدَهْرِي: وَيْكَ! فَامْضِ عَلى رِسْلِ
    فما يبعثُ الغاراتِ إلاَّ مهندى وَ لا يركبُ الأخطارَ إلاَّ فتى ً مثلي

    سجل

    --------------------------------------------------------------------------------
    وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر


    w9aleed
    عضو ذهبي

    غير متصل

    الجنس:
    رسائل: 292


    وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر


    رد: أجمل قصائد محمود سامي البارودي
    « رد #9 في: 07 24, 2005, 09:27:24 »

    --------------------------------------------------------------------------------
    طربتْ ، وَ لولاَ الحلمُ أدركني الجهلُ







    طربتْ ، وَ لولاَ الحلمُ أدركني الجهلُ وَعَاوَدَنِي مَا كَانَ مِنْ شِرَّتِي قَبْلُ
    فَرُحْتُ، كَأَنِّي خَامَرَتْنِي سَبِيئَة ٌ منَ الراحِ ، منْ يعلقْ بها الدهرَ لا يسلو
    سَلِيلَة ُ كَرْمٍ، شَابَ فِي المَهْدِ رَأْسُهَا وَ دبَّ لها نسلٌ ، وَ ما مسها بعلُ
    إِذَا وَلَجَتْ بَيْتَ الضَّمِيرِ، رَأَيْتَهَا وراءَ بناتِ الصدرِ ، تسفلُ ، أو تعلو
    كَأَنَّ لَهَا ضِغْناً عَلَى الْعَقْلِ كَامِناً فَإِنْ هِيَ حَلَّتْ مَنْزِلاً رَحَلَ الْعَقْلُ
    تعبرُ عنْ سرَّ الضميرِ بألسنٍ منَ السكرِ مقرونٍ بصحتها النقلُ
    مُحَبَّبَة ٌ لِلنَّفْسِ، وَهْيَ بَلاَؤُها كَمَا حُبِّبَتْ فِي فَتْكِهَا الأَعْيُنُ النُجْلُ
    يَكَادُ يَذُودُ اللَّيْثَ عَنْ مُسْتَقَرِّهِ إِذَا ما تَحَسَّى كَأْسَهَا الْعَاجِزُ الْوَغْلُ
    تَرَى لِخَوَابِيهَا أَزِيزاً، كَأنَّهَا خَلاَيَا تَغَنَّتْ فِي جَوَانِبِهَا النَّحْلُ
    سَوَاكِنُ آطَامٍ، زَفَتْهَا مَعَ الضُّحَى يدا عاسلٍ يشتارُ ، أوْ خابطٍ يفلو
    دنا ، ثمَّ ألقى النارَ بينَ بيوتها فطارتْ شعاعاً ، لا يقرُّ لها رحلُ
    مروعة ٌ ، هيجتْ ، فضلتْ سبيلها فَسَارَتْ عَلَى الدُّنْيَا، كَمَا انْتَشَرَ الرِّجْلُ
    فبتُّ أداري القلبَ بعضَ شجونهِ وأَزْجُرُ نَفْسِي أَنْ يُلِمَّ بِهَا الْهَزْلُ
    وَ ما كنتُ أدري - وَ الشبابُ مطية ٌ إلى الجهلِ - أنَّ العشقَ يعقبهُ الخبلُ
    رمى اللهُ هاتيكَ العيونَ بما رمتْ وَ حاسبها حسبانَ منْ حكمهُ العدلُ
    فَقَدْ تَرَكْتَنِي سَاهِي الْعَقَلِ، سَادِراً إلى الغيَّ ، لاَ عقدٌ لديَّ ، وَ لاَ حلٌّ
    أَسِيرُ، وَمَا أَدْرِي إِلى أَيْنَ يَنْتَهِي بِيَ السَّيْرُ، لكِنِّي تَلَقَّفُنِي السُّبْلُ
    فَلاَ تَسْأَلَنِّي عَنْ هَوَايَ؛ فَإِنَّنِي وَرَبِّكَ أَدْرِي كَيْفَ زَلَّتْ بِيَ النَّعْلُ؟
    فَمَا هِيَ إِلاَّ أَنْ نَظَرْتُ فُجَاءَة ً بحلوانَ حيثُ انهارَ ، وَ انعقدَ الرملُ
    إِلَى نِسْوَة ٍ مِثْلِ الْجُمَانِ، تَنَاسَقَتْ فرائدهُ حسناً ، وَ ألفهُ الشملُ
    منَ الماطلاتِ المرءَ ما قدْ وعدنهُ كذاباً ؛ فلا عهدٌ لهنَّ ، وَ لاَ إلٌّ
    تكنفنَ تمثالاً منَ الحسنِ رائعاً يُجَنُّ جُنُوناً عِنْدَ رُؤْيَتِهِ الْعَقْلُ
    فكانَ الذي لولاهُ ما درتُ هائماً أَرُودُ الْفَيَافِي، لاَ صَدِيقٌ، وَلاَ خِلُّ
    فويلمها منْ نظرة ٍ مضرجية ٍ رُمِيتُ بِهَا مِنْ حَيْثُ وَاجَهَنِي الأَثْلُ
    رُمِيتُ بِهَا وَالْقَلْبُ خِلْوٌ مِنَ الْهَوَى فَمَا بَرِحَتْ حَتَّى اسْتَقَلَّ بِهِ شُغْلُ
    لقدْ علقتْ ما ليسَ للنفس دونها غَنَاءٌ، وَلاَ مِنْهَا لِذِي صَبْوَة ٍ وَصْلُ
    فَتَاة ٌ يَحَارُ الطَّرْفُ في قَسَمَاتِهَا لها منظرٌ منْ رائدِ العينِ لا يخلو
    لَطِيفَة ُ مَجْرَى الرُّوحِ، لَوْ أَنَّهَا مَشَتْ عَلَى سَارِبَاتِ الذَّرِّ مَا آدَهُ الْحِمْلُ
    لها نظرة ٌ سكرى ، إذا أرسلتْ بها إلى كبدٍ ؛ فالويلُ منْ ذاكَ وَ الثكلُ
    تُريقُ دِمَاءً حَرَّمَ اللهُ سَفْكَهَا وَتَخْرُجُ مِنْهَا، لاَ قِصَاصٌ، ولا عَقْلُ
    لنا كلَّ يومٍ في هواها مصارعٌ يهيجُ الردى فيها ، وَ يلتهبُ القتلُ
    مصارعُ شوقٍ ، ليس يجري بها دمٌ وَ مرمى نفوسٍ لا يطيرُ بهِ نبلُ
    هنيئاً لها نفسي ، على أنَّ دونها فوارسَ ، لا خرسُ الصفاحِ ، وَ لاَ عزلُ
    مِنَ الْقَوْمِ ضَرَّابِي الْعَرَاقِيبِ وَالطُّلَى إِذَا اسْتَنَّتِ الْغَارَاتُ، أَوْ فَغَرَ الْمَحْلُ
    إِذَا نَامَتِ الأَضْغَانُ عَنْ وَتَرَاتِهَا فَقَوْمِيَ قَوْمٌ لاَ يَنَامُ لَهُمْ ذَحْلُ
    رجالٌ أولو بأسٍ شديدٍ ونجدة ٍ فَقَوْلُهُمُ قَوْلٌ، وَفِعْلُهُمُ فِعْلُ
    إِذَا غَضِبُوا رَدُّوا إِلَى الأُفْقِ شَمْسَهُ وَ سالَ بدفاعِ القنا الحزنُ والسهلُ
    مساعيرُ حربٍ ، لا يخافونَ ذلة ً ألا إنَّ تهيابَ الحروبِ هوَ الذلُّ
    إذا أطرقوا أبصرتَ ، بالقومِ خيفة َ لإطراقهمْ ، أوْ بينوا ركدَ الحفلُ
    وَ إنْ زلتِ الأقدامُ في دركِ غاية ٍ تَحَارُ بِهَا الأَلْبَابُ كَانَ لَهَا الْخَصْلُ
    أولئكَ قومي ، أيَّ قومٍ وعدة ٍ فلا ربعهمْ محلٌ ، وَ لاَ ماؤهمْ ضحلُ
    يَفِيضُونَ بِالْمَعْرُوفِ فَيْضاً، فَلَيْسَ فِي عطائهمُ وعدٌ ، وَ لاَ بعدهُ مطلُ
    فزرهمْ تجدْ معروفهمْ دانيَ الجنى عَلَيْكَ، وَبابَ الْخَيْرِ لَيْسَ لَهُ قُفْلُ
    تَرَى كُلَّ مَشْبُوبِ الْحَمِيَّة ِ، لمْ يَسِرْ إِلَى فِئَة ٍ إِلاَّ وَطَائِرُهُ يَعْلُو
    بَعِيدُ الْهَوَى ، لاَ يَغْلِبُ الظَّنُّ رَأْيَهُ وَ لاَ يتهادى بينَ تسراعهِ المهلُ
    تصيحُ القنا مما يدقُّ صدورها طِعَاناً ، وَيَشْكُو فِعْلَ سَاعِدِهِ النَّصْلُ
    إِذَا صَالَ رَوَّى السَّيْفُ حَرَّ غَلِيلِهِ وَإِنْ قَالَ أَورَى زَنْدَهُ الْمَنْطِقُ الْفَصْلُ
    لهُ بينَ مجرى القولِ آياتُ حكمة ٍ يَدُورُ عَلَى آدَابِهَا الْجِدُّ وَالْهَزْلُ
    تلوحُ عليهِ منْ أبيهِ وجدهِ مَخَايِلُ سَاوَى بَيْنَهَا الْفَرْعُ وَالأَصْلُ
    فَأَشْيَبُنَا فِي مُلْتَقَى الْخَيْلِ أَمْرَدٌ وَ أمردنا في كلَّ معضلة ٍ كهلُ
    لَنَا الْفَصْلُ فِيمَا قَدْ مَضَى ، وَهْوَ قَائِمٌ لَدَيْنَا، وَفِيمَا بَعْدَ ذَاكَ لَنَا الْفَضْلُ


    سجل

    --------------------------------------------------------------------------------
    وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر


    w9aleed
    عضو ذهبي

    غير متصل

    الجنس:
    رسائل: 292


    وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر


    رد: أجمل قصائد محمود سامي البارودي
    « رد #10 في: 07 25, 2005, 06:58:56 »

    --------------------------------------------------------------------------------
    ردَّ الصبا بعدَ شيبِ اللمة ِ الغزلُ







    ردَّ الصبا بعدَ شيبِ اللمة ِ الغزلُ وَراحَ بِالْجِدِّ مَا يَأْتِي بِهِ الْهَزَلُ
    وَعَادَ مَا كَانَ مِنْ صَبْرٍ إِلَى جَزَعٍ بَعْدَ الإِباءِ؛ وَأَيَّامُ الْفَتَى دُوَلُ
    فَلْيَصْرِفِ اللَّوْمَ عَنِّي مَنْ بَرِمْتُ بِهِ فليسَ للقلبِ في غيرِ الهوى شغلُ
    وَ كيفَ أملكُ نفسي بعدَ ما ذهبتْ يومَ الفراقِ شعاعاً إثرَ منْ رحلوا ؟
    تَقَسَّمَتْنِي النَّوَى مِنْ بَعْدِهِمْ، وَعَدَتْ عنهمْ عوادٍ ؛ فلا كتبٌ ، وَ لاَ رسلُ
    فالصبرُ منخذلٌ ، وَ الدمعُ منهملٌ وَالْعَقْلُ مُخْتَبِلٌ، وَالْقَلْبُ مُشْتَغِلُ
    أرتاحُ إنْ مرَّ منْ تلقائهمْ نسمٌ تَسْرِي بِهِ فِي أَرِيجِ الْعَنْبَرِ الأُصُلُ
    ساروا ، فما اتخذتْ عيني بهمْ بدلاً إِلاَّ الْخَيَالَ، وَحَسْبِي ذَلِكَ الْبَدَلُ
    فَخَلِّ عَنْكَ مَلامِي يَا عَذُولُ، فَقَدْ سرتْ فؤادي - على ضعفٍ بهِ - العللُ
    لاَ تَحْسَبَنَّ الْهَوَى سَهْلاً؛ فَأَيْسَرُهُ خَطْبٌ لَعَمْرُكَ لَوْ مَيَّزْتَهُ جَلَلُ
    يَسْتَنْزِلُ الْمَلْكَ مِنْ أَعْلَى مَنَابِرِهِ وَيَسْتَوِي عِنْدَهُ الرِّعْدِيدُ وَالْبَطَلُ
    فكيفَ أدرأُ عنْ نفسي وَ قدْ علمتْ أَنْ لَيْسَ لِي بِمُنَاوَاة ِ الْهَوَى قِبَلُ؟
    فَلَوْ قَدَرْتُ عَلَى شَيْءٍ هَمَمْتُ بِهِ فِي الْحُبِّ، لَكِنْ قَضَاءٌ خَطَّهُ الأَزَلُ
    وَ للمحبة ِ قبلي سنة ٌ سلفتْ فِي الذَّاهِبِينَ؛ وَلِي فِيمَنْ مَضَى مَثَلُ
    فإنْ تكنْ نازعتني النفسُ باطلها وَأَطْلَعَتْنِي عَلَى أَسْرَارِهَا الْكِلَلُ
    فَقَدْ أَسِيرُ أَمَامَ الْقَوْمِ ضَاحِيَة ً وَالْجَوُّ بِالْبَاتِرَاتِ الْبِيضِ مُشْتَعِلُ
    بِكُلِّ أَشْقَرَ قَدْ زَانَتْ قَوَائِمَهُ حُجُولُهُ غَيْرَ يُمْنَى زَانَها الْعَطَلُ
    كَأَنَّهُ خَاضَ نَهْرَ الصُّبْحِ، فَانْتَبَذَتْ يمناهُ وَ انبثَّ في أعطافهِ الطفلُ
    زُرْقٌ حَوَافِرُهُ، سُودٌ نَوَاظِرُهُ خُضْرٌ جَحَافِلُهُ، فِي خَلْقِهِ مَيَلُ
    كأنَّ في حلقهِ ناقوس راهبة ٍ باتتْ تحركهُ ، أوْ راعدٌ زجلُ
    يَمُرُّ بِالْوَحْشِ صَرْعَى فِي مَكَامِنِهَا فما تبينُ لهُ شدا ؛ فتنخذلُ
    يرى الإشارة في وحى ؛ فيفهمها وَ يسمعُ الزجرَ منْ بعدٍ ؛ فيمتثلُ
    لاَ يملكُ النظرة َ العجلاءَ صاحبها حتى تمرَّ بعطفيهِ فتحتبلُ
    إنْ مرَّ بالقومِ حلوا عقدَ حبوتهمْ وَ استشرفتْ نحوهُ الألبابُ وَ المقلُ
    تَقُودُهُ بِنْتُ خَمْسٍ؛ فَهْوَ يَتْبَعُهَا وَ يستشيطُ إذا ها هي بهِ الرجلُ
    أُمْضِي بِهِ الْهَوْلَ مِقْدَاماً، وَيَصْحَبُنِي ماضي الغرارِ إذا ما استفحلَ الوهلُ
    يَمُرُّ بِالْهَامِ مَرَّ الْبَرْقِ فِي عَجَلٍ وَقْتَ الضِّرَابِ، وَلَمْ يَعْلَقْ بِهِ بَلَلُ
    تَرَى الرِّجَالَ وُقُوفاً بَعْدَ فَتْكَتِهِ بِهِمْ، يُظَنُّونَ أَحْيَاءً وَقَدْ قُتِلُوا
    كأنهُ شعلة ٌ في الكفَّ قائمة ٌ تهفو بها الريحُ أحياناً ، وتعتدلُ
    لولاَ الدماءُ التي يسقى بها نهلاً لكادَ منْ شدة ِ اللألاءِ يشتعلُ
    يَقُلُّ مَا بَقِيَتْ فِي الْكَفِّ قَبْضَتُهُ كُلَّ الْحَدِيدِ، وَلَمْ يَثْأَرْ بِهِ فَلَلُ
    بَلْ رُبَّ سَارِيَة ٍ هَطْلاَءَ دَانِيَة ٍ تَنْمُو السَّوَامُ بِهَا، وَالنَّبْتُ يَكْتَهِلُ
    كأنَّ آثارها في كلَّ ناحية ٍ ريطٌ منشرة ٌ في الأرض ، أو حللُ
    يَمَّمْتُهَا بِرِفَاقٍ إِنْ دَعَوْتُ بِهِمْ لبوا سراعا ، وَ إن أنزلْ بهمْ نزلوا
    قصداً إلى الصيدِ ، لا نبغي بهِ بدلاً وَ كلُّ نفسٍ لها في شأنها عملُ
    حَتَّى إِذَا أَلْمَعَ الرُّوَّادُ مِنْ بَعَدٍ وَ جاءَ فارطهمْ يعلو ويستفلُ
    تغازتِ الخيلُ ، حتى كدنَ منْ مرحٍ يذهبنَ في الأرضِ لولاَ اللجمُ وَ الشكلُ
    فما مضتْ ساعة ٌ ، أوْ بعضُ ثانية ٍ إِلاَّ وَلِلصَّيْدِ فِي سَاحَاتِنَا نُزُلُ
    فكانَ يوماً قضينا فيهِ لذتنا كما اشتهينا ؛ فلا غشٌّ ، وَ لاَ دغلُ
    هذَا هُوَ الْعَيْشُ، لاَ لَغْوُ الْحَدِيثِ، وَلاَ مَا يَسْتَغِيرُ بِهِ ذُو الإِفْكَة ِ النَّمِلُ
    إنَّ النميمة َ وَ الأفواهُ تضرمها نَارٌ مُحَرِّقَة ٌ لَيْسَتْ لَهَا شُعَلُ
    فَاتْبَعْ هَوَاكَ، وَدَعْ مَا يُسْتَرَابُ بِهِ فأكثرُ الناسِ - إنْ جربتهمْ - هملُ
    وَاحْذَرْ عَدُوَّكَ تَسْلَمْ مِنْ خَدِيعَتِهِ إنَّ العداوة َ جرحٌ ليسَ يندملُ
    وَ عالجِ السرَّ بالكتمانِ تحمدهُ فَرُبَّمَا كَانَ فِي إِفْشَائِهِ الزَّلَلُ
    وَلاَ تَكُنْ مُسْرِفاً غِرّاً، وَلاَ بَخِلاً فبئستِ الخلة ُ : الإسرافُ ، وَ البخلُ
    وَ لا يهمنكَ بعضُ الأمرِ تسأمهُ لا يَنْتَهِي الشُّغْلُ حَتَّى يَنْتَهِي الأَجَلُ
    وَاعْرِفْ مَوَاضِعَ مَا تَأْتِيهِ مِنْ عَمَلٍ فَلَيْسَ فِي كُلِّ حِينٍ يَحْسُنُ الْعَمَلُ
    فالريثُ يحمدُ في بعض الأمورِ ، كما في بعض حالاتهِ يستحسنُ العجلُ
    هَذَا هُوَ الأَدَبُ الْمَأْثُورُ، فَارْضَ بِهِ علماً لنفسكَ ؛ فالأخلاقُ تنتقلُ
    منْ كلَّ بيتٍ إذا الإنشادُ سيرهُ فليسَ يمنعهُ سهلٌ ، وَ لا جبلُ
    لمْ تبنَ قافية ٌ فيهِ على َ خللٍ كلا ، وَ لمْ تختلفْ في رصفها الجملُ
    فلاَ سنادٌ ، ولا حشوٌ ، وَ لاَ قلقٌ وَ لا سقوطٌ ، وَ لاَ سهوٌ ، وَ لا عللُ
    تغايرتْ فيهِ أسماعٌ وَ أفئدة ٌ فَكُلُّ نَادٍ «عُكَاظٌ» حِينَ يُرْتَجَلُ
    لا تنكرُ الكاعبُ الحسناءُ منطقهُ وَ لا يعادُ على قومٍ ، فيبتذلُ





    سجل

    --------------------------------------------------------------------------------
    وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر


    w9aleed
    عضو ذهبي

    غير متصل

    الجنس:
    رسائل: 292


    وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر


    رد: أجمل قصائد محمود سامي البارودي
    « رد #11 في: 08 03, 2005, 04:45:09 »

    --------------------------------------------------------------------------------
    ذهبَ الصبا ، وَ تولتِ الأيامُ







    ذهبَ الصبا ، وَ تولتِ الأيامُ فعلى الصبا ، وَ على َ الزمانِ سلامُ
    تَاللَّهِ أَنْسَى مَا حَيِيتُ عُهُودَهُ ولِكُلِّ عَهْدٍ فِي الْكِرَامِ ذِمَامُ
    إذْ نحنُ في عيشٍ ترفُّ ظلالهُ وَلَنَا بِمُعْتَرَكِ الْهَوَى آثامُ
    تَجْرِي عَلَيْنَا الْكَأْسُ بَيْنَ مَجَالِسٍ فيها السلامُ تعانقُ وَ لزامُ
    فِي فِتْيَة ٍ فَاضَ النَّعِيمُ عَلَيْهِمُ وَ نماهمُ التبجيلُ وَ الإعظامُ
    ذَهَبَتْ بِهِمْ شِيَمُ الْمُلُوكِ، فَلَيْسَ فِي تلعابهمْ هذرٌ ، وَ لاَ إبرامُ
    لاَ يَنْطِقُونَ بِغَيْرِ آدَابِ الْهَوَى سُمُحُ النُّفُوسِ، عَلَى الْبَلاءِ كِرَامُ
    منْ كلَّ أبلجَ يستضاءُ بنورهِ كالبدرِ حلى صفحتيهِ غمامُ
    سهلُ الخليقة ِ ، لا يسوءُ جليسهُ بَيْنَ الْمَقَامَة ِ، وَاضِحٌ، بَسَّامُ
    متواضعٌ للقومِ ، تحسبُ أنهُ مولى في الدارِ وَ هوَ همامُ
    تَرْنُو الْعُيُونُ إِلَيْهِ فِي أَفْعَالِهِ وَتَسِيرُ تَحْتَ لِوَائِهِ الأَقْوَام
    فإذا تكلمَّ فالرؤسُ خواضعٌ وَإِذَا تَنَاهَضَ فَالصُّفُوفُ قيَامُ
    نلهو وَ نلعبُ بينَ خضرِ حدائقٍ لَيْسَتْ بِغَيْرِ خُيُولِنَا تُسْتَامُ
    حتى انتبهنا بعدَ ما ذهبَ الصبا إنَّ اللذاذة َ وَ الصبا أحلامُ
    لاَ تَحْسَبَنَّ الْعَيْشَ دَامَ لِمُتْرَفٍ هَيْهَاتَ، لَيْسَ عَلَى الزَّمَانِ دَوَامُ
    تأتي الشهورُ ، وَ تنتهي ساعاتها لَمْعَ السَّرَابِ، وَتَنْقَضِي الأَعْوَامُ
    وَالنَّاسُ فِيمَا بَيْنَ ذَلِكَ وَارِدٌ أَوْ صَادِرٌ، تَجْرِي بِهِ الأَيَّامُ
    لاَ طائرٌ ينجو ، وَ لاَ ذو مخلبٍ يَبْقَى ، وَعَاقِبَة ُ الْحَيَاة ِ حِمَامُ
    فَادْرَأْ هُمُومَ النَّفْسِ عَنْكَ إِذَا اعْتَرَتْ بالكأسِ ؛ فهيَ على الهمومِ حسامُ
    فالعيشُ ليسَ يدومُ في ألوانهِ إِلاَّ إِذَا دَارَتْ عَلَيْهِ الْجَامُ
    مِنْ خَمْرَة ٍ تَذَرُ الْكَبِيرَ إِذَا انْتَشَى بعدَ اشتعالِ الشيبِ وَ هوَ غلامُ
    لعبَ الزمانُ بها ، فغادرَ جسمها شبحاً تهافتُ دونهُ الأوهامُ
    حَمْرَاءُ، دَارَ بِهَا الْحَبَابُ؛ فَصَوَّرَتْ فلكاً تحفُّ سماءهُ الأجرامُ
    لا تَسْتَقِيمُ الْعَيْنُ فِي لَمَعَانِهَا وَ تزولُّ عندَ لقائها الأقدامُ
    تَعْشُو الرِّكَابُ، فَإِنْ تَبَلَّجَ كَأْسُهَا سَارُوا، وَإِنْ زَالَ الضِّيَاءُ أَقَامُوا
    حُبِسَتْ بِأَكْلَفَ، لَمْ يَصِلْ لِفِنَائِهِ نورٌ ، وَ لمْ يسرحْ عليهِ ظلامُ
    حتى إذا اصطفقتْ ، وَ طارَ فدامها وَثَبَتْ، فَلَمْ تَثْبُتْ لَهَا الأَجْسَامُ
    وَقَدَتْ حَمِيَّتُهَا، فَلَوْلاَ مَزْجُهَا بالماءِ بعدَ الماءِ ، شبَّ ضرامُ
    تَسِمُ الْعُيُونَ بِنُورِهَا، لَكِنَّهَا بردٌ على شرابها وَ سلامُ
    فاصقلْ بها صدأَ الهمومِ ، وَ لاَ تكنْ غراً تطيشُ بلبهِ الالامُ
    وَ اعلمْ بأنَّ المرءَ ليسَ بخالدِ و الدهرُ فيهِ صحة ٌ وَ سقامُ
    يهوى الفتى طولَ الحياة ِ ، وإنها دَاءٌ لَهُ ـ لوْ يَسْتَبِينُ ـ عُقَامُ
    فاطمحْ بطرفكَ ، هلْ ترى منْ أمة ٍ خَلَدَتْ؟ وَهَلْ لابْنِ السَّبِيلِ مُقَامُ؟
    هذي المدائنُ قد خلتْ منْ أهلها بَعْدَ النِّظَامِ، وَهَذِهِ الأَهْرَامُ
    لا شيءَ يخلدُ ، غيرَ أنَّ خديعة ً فِي الدَّهْرِ تَنْكُلُ دُونَهَا الأَحْلاَمُ
    وَ لقدَ تبينتُ الأمورَ بغيرها وَ أتى على َّ النقضُ والإبرامُ
    فإذا السكونُ تحركٌ ، وَ إذا الخمو دُ تلهبٌ ، وَ إذا السكوتُ كلامُ
    وَ إذا الحياة ُ - وَ لاَ حياة َ - منية ٌ تَحْيَا بِهَا الأَجْسَادُ وَهْيَ رِمَامُ
    هذا يحلُّ ، وَ ذاكَ يرحلُ كارهاً عنهُ ، فصلحٌ تارة ً ، وَ خصامُ
    فالنورُ - لوْ بينتَ أمركَ - ظلمة ٌ والْبَدْءُ ـ لَوْ فَكَّرْتَ فِيهِ ـ خِتَامُ

    سجل

    --------------------------------------------------------------------------------
    وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر


    w9aleed
    عضو ذهبي

    غير متصل

    الجنس:
    رسائل: 292


    وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر


    رد: أجمل قصائد محمود سامي البارودي
    « رد #12 في: 08 03, 2005, 05:44:44 »

    --------------------------------------------------------------------------------
    أَيُّ قَلْبٍ عَلَى صُدُودِكَ يَبْقَى ؟







    أَيُّ قَلْبٍ عَلَى صُدُودِكَ يَبْقَى ؟ أو لم يكفِ أنًّنى ذُبتُ عِشقا ؟
    لَم تَدَع مِنِّى الصَبابَة ُ إلاَّ شَبَحاً شَفَّهُ السَقامُ فَدقَّا
    ودُموعاً أسالَها الوَجدُ حَتَّى غَلَبَتْ أَدْمُعَ الْغَمَامة ِ سَبْقَا
    فَتَصدَّقْ بِنَظْرَة ٍ مِنْكَ تَشْفِي داءَ قَلْبٍ مِنَ الْغَرَامِ مُلَقَّى
    كانَ أبقى مِنهُ الغرامُ قَليلاً فَأذَابَ الصُّدُودُ مَا قَدْ تَبَقَّى
    لا تَسلنِى عَنْ بَعضِ ما أنا فيهِ مِن غَرامٍ ، فلستُ أملِكُ نُطقا
    سَلْ إِذَا شِئْتَ أَنْجُمَ اللَّيْلِ عَنِّي فَهى َ أدرَى بِكلِّ ما بِتُّ ألقَى
    نَفَسٌ لاَ يَبِينُ ضَعْفاً، وَجِسْمٌ سارَ فيهِ الضَنى ، فأصبَحَ مُلقَى
    فَتَرفَّق بِمُهجة ٍ شَفَّها الوَج ـدُ، فَذَابَتْ، وَأَدْمُعٍ لَيْسَ تَرْقَا
    إِنْ يَكُنْ دَأْبُكَ الصُّدُودَ فَقَلْبِي عَنْكَ رَاضٍ، وَإِنْ غَدَا بِكَ يَشْقَى
    فَعليكَ السلامُ مِنِّى ؛ فَإنِّى مُتُّ شَوْقاً، وَاللَّهُ خَيْرٌ وَأَبْقَى

    سجل

    --------------------------------------------------------------------------------
    وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر


    فـراس
    لأننا نُتقنُ الصَّمت حُملنا وزرَ النوايا..!!
    مراقب
    عضو ذهبي

    غير متصل

    الجنس:
    رسائل: 2407


    ياسجناً أدمنهُ في زمن الـحرية..!!


    رد: أجمل قصائد محمود سامي البارودي
    « رد #13 في: 06 08, 2008, 08:32:16 »

    --------------------------------------------------------------------------------
    .

    تحيــة طيبـــة ,,

    مجهود جميل كل التقدير والاحترام للجميع ..
    ولاميات غاية في الروعة ...

    وفي بيتين جميلين يقول الشاعر محمد البارودي :


    يا هاجري ظلماً بغيرِ خطيئـــة ٍ هلْ لي إلى الصفحِ الجميلِ سبيلُ ؟

    ماذا يضركَ لوْ سمحتَ بنظرة ٍ تَحْيَا بِهَا نَفْــــــسٌ عَلَيْــكَ تَسِـــيلُ؟


    .

    سجل

    --------------------------------------------------------------------------------
    مَاْعِيْشَـةُ الْمَرْءِ إِذْ لَمْ يُمْضِهَاْ قُدُمَاً وَشَأْوُهُ الْحَقُّ ،،، إِلاعِيْشَــة الْجُبُنِ
    رُوْحِيْ لَتَقْصِدُ نُوْرَاً..لاْ حِجَاْبَ لَهُ عَنْ نُوْرِ قَلْبِيْ،،،سِوَىْ سِجْنٍ مِنَ الْبَدَنِ
    " فراس "


    otared
    عضو ذهبي

    غير متصل

    الجنس:
    رسائل: 976


    لا يخدعنك من عدو دمعه... وارحم شبابك من عدو ترحم


    غلب الوجـد عليه فبكي
    « رد #14 في: 06 09, 2008, 09:28:26 »

    --------------------------------------------------------------------------------




    غلب الوجـد عليه فبك

    غَلَـبَ الْوَجْـدُ عَلَيْـهِ، فَبَكَـى وَتَوَلَّـى الصَّبْـرُ عَنْـهُ، فَشَكَـا
    وتَمنَّـى نَظـرة ً يَشفِـى بِهـا عِلَّة َ الشوقِ ، فكانَـت مَهلَكـا
    يَا

      الوقت/التاريخ الآن هو الإثنين مايو 20, 2024 1:40 am